مثل المارد العملاق المتوحش.. إنه ينحسر في مكان ليجتاح أماكن أخرى. ذلك هو أصدق وصف لوباء كورونا، الذي بلغ عدد حالاته الجديدة أمس 264.144 إصابة، ليقفز العدد الإجمالي للمصابين حول العالم الى 35.72 مليون شخص. وإذا سجلت بلدان العالم عدداً مماثلاً من الإصابات اليوم، فسيتجاوز عدد المصابين 36 مليوناً. ومع أن الهند (الثانية عالمياً) كانت ولا تزال مثار قلق شديد، بعدما ارتفع عدد مصابيها إلى 6.68 مليون شخص؛ إلا أن الولاياتالمتحدة أضحت في قلب إعصار كوفيد-19، خصوصاً مع تطورات إصابة الرئيس دونالد ترمب، وكبار أقطاب البيت الأبيض. فقد سجلت أمريكا أمس 39.557 حالة جديدة. وهو عدد يثير قلق مستشاري الأوبئة الأمريكيين. كما ارتفع عدد الوفيات إلى 215.032 وفاة. وأشارت أرقام جامعة جونز هوبكنز أمس إلى أن عدد الحالات الجديدة يشهد زيادات ملموسة في 34 ولاية أمريكية، على رغم أن الفايروس بدأ يخفُّ عن الولايات المأهولة بعدد كبير من السكان؛ مثل كاليفورنيا، وفلوريدا. إلا أنه بدأ يتسارع بشكل مخيف في ولايات وسط الغرب الأمريكي، وبعض ولايات شمال شرقي أمريكا. وحذر خبراء صحيون من أن ميل الطقس إلى البرودة، ومسارعة بعض الولايات لإعادة فتح مدارسها هما السبب الرئيسي في التسارع الراهن. ولا تواجه أمريكا وحدها هذا الوضع المحزن، فقد أضحت الأزمة الصحية مصدراً رئيسياً للقلق في غالبية الدول الكبيرة من أعضاء الاتحاد الأوروبي. وتتصدرها بريطانيا التي أعلنت أمس تسجيل 12.594 إصابة جديدة، وسط فضيحة مدوية بشأن فشل نظام تسجيل الإصابات، وتعقب المصابين والمخالطين. وذكرت صحيفة (ديلي ميل) أمس أن الفضيحة تُعزى إلى استخدام هيئة الخدمة الصحية بمقاطعة إنجلترا نسخة قديمة من برنامج (أكسيل)، الذي تنتجه شركة مايكروسوفت! وواجه وزير الصحة مات هانكوك أعضاء مجلس العموم (البرلمان) الغاضبين. وقال إنه «وجه بإجراء تحقيق عاجل». وأشارت صحيفة (ديلي تلغراف) أمس إلى أن عدداً كبيراً من مدن بريطانيا، خصوصاً المدن الشهيرة بجامعاتها، كأكسفورد، وشيفيلد، وليدز، ونوتنغهام باتت مهددة بفرض تدبير الإغلاق، من جراء تسارع التفشي. وأضافت (التلغراف) أمس أن مقاطعة أسكوتلندا تواجه فرض الإغلاق لمدة أسبوعين. وشن رجال الأعمال هناك حملة قاسية على الوزيرة الأولى لاسكوتلندا نيكلا سترغن، بدعوى أن الإغلاق سيعيد الاقتصاد هناك إلى حالة «صفرية». وأشارت صحيفة (ذا صن) أمس، إلى أن مصادرها أكدت أن الإغلاق سيعم مدن أسكوتلندا اعتباراً من الجمعة. وأعلنت وزارتا الصحة البريطانية والهولندية أن مستشفياتهما تواجه نقصاً خطيراً في عقار (ريمديسيفير)، الذي يوصف لعلاج الحالات الحرجة من المصابين بالوباء. وأعلنت ألمانيا أمس تسجيل 3.100 حالة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية، في ارتفاع مثير للقلق للإصابات الجديدة هناك. وقالت الحكومة الإيطالية إن الناتج القومي الإجمالي للبلاد سينخفض هذا العام بنسبة 10.5%، جراء الأزمة الصحية. وحذرت من أن حالات التنويم بكوفيد-19 آخذة في الزيادة، ومن أن حدوث ركود اقتصادي خلال الربع الأخير من 2020 أمر لا مناص منه. وفي الهند، أعلنت الحكومة تسجيل أكثر من 61 ألف إصابة جديدة أمس، ليرتفع العدد التراكمي للإصابات الى 6.68 مليون حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 103.600 وفاة. 760 مليون مصاب بكوفيد أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأول أن تقديراتها ترجح إصابة شخص من بين كل 10 أشخاص في العالم بوباء كوفيد-19. وهو عدد يزيد أكثر من 20 ضعفاً على عدد الإصابات المعلنة حول العالم. وأكد مديرها الدكتور تادروس غبريسيوس أن كوفيد-19 سيواصل عدوانه، لكن باتت هناك أدوات لكبح تفشيه، وإنقاذ مزيد من الأرواح. وقال مساعده لشؤون الطوارئ الصحية الدكتور مايكل ريان إن جنوب شرق آسيا تواجه زيادة في التفشي. وكذلك الوضع في أوروبا، وشرق البحر الأبيض المتوسط. غير أن الوضع في أفريقيا وغرب المحيط الهادي «إيجابي». وتعني تقديرات منظمة الصحة العالية أن 10% من سكان المعمورة ربما أصيبوا بفايروس كورونا الجديد. وهو عدد قد يصل إلى 760 مليون نسمة، من نحو 7.6 مليار نسمة هم عدد سكان العالم. وأوضحت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس أن تلك التقديرات مبنية على دراسات مسح الأجسام المضادة في مختلف الدول. وزادت أن ذلك يعني أن ال 90% من سكان العالم الذين لم تُصبْهم عدوى كوفيد-19 يمثلون لقمة سائغة لمزيد من التفشي الفايروسي.