يبدو أن بشائر ظهور مصل واق من الإصابة بفايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19، غدت تقترب أكثر فأكثر. فقد أرسل رئيس مجلس أمناء مستشفى جورج إيليوت بمقاطعة واريكشاير الإنجليزية غلين بيرلي رالية بالبريد الإلكتروني إلى موظفي المستشفى يبلغهم فيها بأن برنامج تطعيم الكوادر الصحية بالمصل الواقي من فايروس كورونا الجديد سيبدأ تنفيذه قبيل حلول أعياد الميلاد؛ أي قبل 25 ديسمبر القادم. وكشفت صحيفة «ميل أون صانداي» البريطانية أمس أن الحكومة البريطانية، التي يترأسها زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون، وضعت تشريعاً جديداً يسمح للمملكة المتحدة بتجاوز القواعد التي حددها الاتحاد الأوروبي للموافقة على تعميم أي لقاح يصبح متاحاً، إذا تأكدت مأمونيته، وجدواه. ويعزز ذلك الآمال في أن يتحول اللقاح إلى أداة فاعلة في تغيير قواعد اللعبة، في الحرب على جائحة فايروس كوفيد-19. وإذا تحقق ذلك، فسيكون بمستطاع جونسون اتخاذ قرارات تلغي إرشادات التباعد الجسدي، وإجراءات الإغلاق التي تشمل عدداً كبيراً من مقاطعات المملكة المتحدة، خصوصاً إنجلترا، وأسكتلندا، وويلز. وذكر بيرلي في رسالته الإلكترونية إلى موظفي مستشفاه أن مجلس الأمناء تلقى تعليمات، أسوة بالهيئات الصحية الأخرى، بالاستعداد لبدء حملة لتطعيم الكوادر الصحية بمصل كوفيد-19 في مطلع ديسمبر القادم. وذكرت صحف الأحد اللندنية أمس أن الحكومة البريطانية تعكف على وضع خطط لتعميم اللقاح لجميع الشرائح السكانية، مع إعطاء الأولوية للكوادر الصحية، والمسنين، والمصابين بحالات صحية مزمنة. وبموجب التشريع الجديد المشار إليه سيكون بمقدور بريطانيا عدم التقيد بالضوابط التي وضعتها وكالة الأدوية الأوروبية (التي تعادل هيئة الغذاء والدواء في بلدان أخرى) لتحديد خطوات إقرار استخدام أي لقاح تتأكد مأمونيته وفعاليته. وأوضح بيرلي في رسالته الإلكترونية لموظفيه أنه يتوقع أن يعطى اللقاح على جرعتين، تفصل بينهما مدة 28 يوماً. وناشد الموظفين الحرص على الخضوع للمصل الواقي من الإنفلونزا الموسمية قبل نهاية نوفمبر، ليكونوا جاهزين لمصل كوفيد-19 خلال ديسمبر. بيد أن من الأخبار المثيرة للإحباط ما تم كشفه أمس في بريطانيا، من أن لقاح جامعة أكسفورد، الذي ستقوم بإنتاجه وتوزيعه شركة أسترازينيكا الدوائية العملاقة، لم تتم تجربته على أكثر من 500 مسن بريطاني. وأدى ذلك إلى التشكيك في مدى فعاليته بالنسبة إلى هذه الشريحة العمرية المهمة التي تعتبر كبيرة ومهمة جداً للمجتمع البريطاني. فقد اتضح أن علماء أكسفورد اختاروا من بين 10 آلاف متطوع ألف شخص فقط في ال70 من أعمارهم. وقد تم تطعيم 500 منهم باللقاح، بينما منح ال 500 الآخرون دواء وهمياً، بحسب ما هو متعارف عليه في التجارب السريرية الخاصة بالأدوية والأمصال الجديدة. وحذر مسؤول اللقاحات السابق البروفيسور ديفيد سالسبري من أن ذلك العدد من المسنين قد لا تكون كافية لإنتاج بيانات كافية. لكنه أضاف أن البيانات التي اطلع عليها تشير إلى أن ال500 مسن الذين أخضعوا للتطعيم حدثت لهم ردود أفعال مناعية جيدة، ما يزيد الأمل في نجاح اللقاح المنتظر.