تهاون الاتحاد الأوروبي واكتفاؤه بالتلويح المتكرر بالعقوبات على تركيا لم يعد مجديا ولم يغير على أرض الواقع شيئا، فتركيا لا تزال تمارس استفزازها وأطماعها دون رادع. ولعل عزم تركيا إجراء مناورات بحرية بالذخيرة الحية شرقي المتوسط في الفترة ما بين 12 إلى 14 سبتمبر يؤكد استمرار أردوغان في استفزاز المجتمعين الأوروبي والدولي ونشر الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. لا بد أن يتحرك الاتحاد الأوروبي سريعا لفرض عقوبات تتجاوز التهديدات إلى حيز التنفيذ، تشمل الاقتصاد والتجارة وخفض المساعدات المالية المقررة لأنقرة، إضافة إلى وقف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، واذا استمرت تركيا في سياستها التوسعية وأطماعها التي تسهم في زعزعة المنطقة فلا بد من تدخل المجتمع الدولي وفرض عقوبات رادعة على تركيا قبل أن تزج بالمنطقة في دائرة الحروب والدمار. يجب أن ينظر العالم إلى تصريحات الحكومة اليونانية بمزيد من المسؤولية، إذ أعلنت اليونان أنها لن تجري اتصالات استكشافية مع تركيا طالما بقيت سفينة أوروتش رئيس في المنطقة. وقالت اليونان إن قرار أنقرة إرسال السفينة إلى المنطقة، بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية القريبة من الساحل التركي، يمثل «تصعيدا كبيرا» و«تهديدا مباشرا للسلام في المنطقة»، وهذا التحذير اليوناني لا بد أن يقف معه المجتمع الدولي لفرض المزيد من الضغوطات على تركيا لتخليص المنطقة من كابوس الحرب والدمار.