يخطو أردوغان خطوة جديدة باتجاه تأزيم وتأجيج الوضع في الشرق الأوسط، مواصلا عنترياته وأطماعه التي من شأنها الزج بالمنطقة إلى المزيد من الفوضى، ففي حين أرسلت تركيا سفينة أبحاث للمسح الزلزالي في المنطقة المتنازع عليها شرق البحر المتوسط، بدأت في المقابل أثينا فجر أمس مناورات عسكرية تشارك فيها قواتها البحرية والجوية في البحر الأبيض المتوسط جنوب شرق جزيرة كريت وجنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، بالقرب من المنطقة التي أرسلت إليها تركيا سفينة الأبحاث أوروتش رئيس، برفقة سفن حربية، لمسح البحر الأبيض المتوسط بحثاً عن احتياطيات الغاز والنفط. هذه الأحداث الساخنة والمتسارعة تدفع نحو مزيد من التأزم الذي يزرعه أردوغان، مستفيداً من ضعف وتفكك الاتحاد الأوروبي الذي اكتفى بالتلويح بفرض عقوبات على تركيا فقط. ورغم التفكك الأوروبي إلا أن فرنسا تقف بشكل جاد إلى جانب اليونان في تلك الأزمة ما ينذر ببوادر اشتعال مواجهة عسكرية شرق المتوسط، رغم المحاولات الألمانية لتخفيف التوتر المتزايد بين الجارتين الحليفتين في الناتو. تركيا التي تعتبر اليوم قاسماً مشتركاً في جميع قضايا وتوترات الشرق الأوسط، لا بد أن يواجهها المجتمع الدولي ودول المنطقة بحزم، ولا بد أن يكون للاتحاد الأوروبي موقف يتعدى حدود التلويح بالعقوبات ليعيد هيبة هذا التكتل الذي أصبح الوهن يسيطر عليه بشكل واضح وجلي.