فيلم المعضلة الاجتماعية أو السوشيال ديليما عرض في الربع الأول من سبتمبر الماضي، وقد كان العرض من على منصة نتفليكس التي تسيدت المشهد، بعد أن أصبحت دور السينما أقل جاذبية بسبب كورونا، وسيناريو الفيلم الوثائقي الذي يحاكم المنصات الاجتماعية يتناول حقائق مهمة، ومن ذلك أن هذه المنابر الإلكترونية تعتبر مصدراً خصباً للأخبار الكاذبة والمختلقة بالكامل، وأنها تحرض على جرائم الكراهية والأفكار المتطرفة، بجانب تأثيراتها على المراهقين والتحكم في أولوياتهم، ولعل الثابت بحسب الفيلم، هو أن من يعملون في شبكات التواصل الاجتماعي يمارسون شكلا من أشكال التقنية الإقناعية، ويستثمرون المعلومات المتوفرة لديهم عن الأشخاص في إقناعهم بأفكار أو بضائع أو أخبار معينة، أو في صناعة أفكار وتوجهات جديدة. الموضوعات التي ناقشها الفيلم تكشف جانبا من يومياتنا المحلية، وخصوصا في مجال السيكولوجيا السيبرانية، وما قد يترتب عليها من تصرفات متهورة يقوم بها المشهور في المنصات الاجتماعية، بالإضافة لما قد ينتابهم من وساوس تعرف بالسايبركوندريا، والرابطة الأمريكية للطب النفسي تعتقد بأن معظم مشاهير السوشيال ميديا يعانون من اضطرابات عقلية، والسبب هوس الكمال الذي يحاولون الوصول إليه، وتضخم الأنا لديهم، واعتقادهم بأنهم يتسيدون المشهد في مجتمعاتهم، وهم في الحقيقة مجرد مادة للتسلية وتمضية الوقت، وقناة إعلانية وترويجية لا أكثر، إلا أنهم وفي نفس الوقت يشكلون خطرا على متابعيهم من صغار العقول. هذا الخطر يظهر بصورة واضحة في تطبيق سناب شات، فهناك أكثر من خمسة ملايين سعودي يستخدمونه، معظمهم في العاصمة الرياض ومن النساء، والمؤثرون فيه من السعوديين لم ينجحوا في تقديم محتوى يستحق الاحترام، فقد سوقوا للتفاهة والحركات الخارجة واستعراض الأثاث والأزياء والملاسنات في ما بينهم أو مع متابعيهم، والعجيب أن المتابعين في غالبيتهم ينتقدون المشهور ويتصيدون أخطاءه ثم يقلدونه في حركاته الغريبة، أو يحاولون الحصول على قطعة أثاث أو ملبوسات اشتراها، أو ربما وجبة تناولها في مطعم مغمور لا يعرفه إلا ملاكه. هؤلاء يمثلون نوعية غير مرغوبة من المشاهير، وخصوصا إذا استغلوا قاعدتهم الجماهيرية في الإساءة لجيرانهم في دول الخليج أو في المنطقة العربية، أو في اتهام تجار القهوة المحليين بأنهم يغشون الزبائن ويقدمون لهم قهوة من الدرجة الرابعة أو الخامسة، وتعميم الكلام وإطلاقه على كل أصناف القهوة في السوق المحلي، والإصرار على الخطأ ومطالبة التجار باختبار منتجهم في مختبرات متخصصة، فالتعميم في هذه الأمور ينطوي على إفلاس أخلاقي واتهام بلا دليل، ومن قام به يمارس دورا رقابياً لا يخصه. الفارق كبير بين الشهرة والتأثير، وأغلب صناع محتوى المنصات الاجتماعية في المملكة والخليج مشاهير وليسوا مؤثرين، ولا يختلفون عن سامي حداد مذيع قناة الجزيرة الذي اشتهر بإعلان المبيد الحشري ريد. BaderbinSaud@