«كرة القدم مثل الحياة. أنت مطالب بأن ترى، وأن تفكر، وأن تتأمل، وأن تتحرك، وأن تفعل ذلك من أجل الاكتشاف، لاكتشاف مساحات، ومساعدة الآخرين». هذا ما قاله الأسطورة الهولندية يوهان كرويف عن فلسفته في كرة القدم. - بفضل كرويف ومن ثم خليفته بيب غوارديولا في عالم التدريب تحول مركز حراسة المرمى إلى منطلق للخطط الهجومية من حيث البناء من الخلف، وخطة بديلة لأي فريق يحتاج إلى تعدد تكتيكي في الوقت ذاته، عندما نرى الأندية الأفضل في أوروبا سنجد أن جميع الحراس يمتلكون مهارة اللعب بالقدمين وحسن تنفيذ التمريرات القصيرة والطويلة. «ايديرسون» حارس مانشستر سيتي الذي يدربه الإسباني بيب غوارديولا هو أحد النماذج التي تؤكد على أهمية لعب الحارس دوراً في بناء الهجمة من الخلف والقيام بالدور الهجومي بخطط بديلة يضعها المدرب في حال عدم إمكانية تطبيق الخطة الأساسية. عندما سُئل غوارديولا لماذا تم التعاقد مع ايديرسون تحديدًا؟ قال بيب: أنا أعتمد على طريقة الاستحواذ ومداورة الكرة بين اللاعبين، لكن بعض الفرق تطبق علينا تكتيك الضغط العالي الذي يتطلب منّا خطة تكتيكية بديلة لمواجهة هذا التكتيك المضاد، لذلك قررت أن تكون إحدى مواصفات حارس الفريق «ايديرسون» بأنه يجيد لعب التمريرات الطويلة للمهاجمين لاستغلال الفراغ في المناطق الدفاعية للخصم بعدما طبق تكتيك الضغط العالي على فريقي. ايديرسون نجح في إثبات كلام بيب عنه في صناعة الهجمات وفتحها عن طريقه، ولقد صرح بيب بأن ايديرسون سيكون المنفذ الأول لركلات الجزاء بعد فشل مهاجميه «كون أغويرو» و«جابرييل خيسوس» في أكثر من ركلة في الموسم المنصرم. لدى غوارديولا تصريح لافت عن أهمية دور الحارس في بناء الهجمات، بعد خطأ لحارسه السابق كلاوديو برافو الذي تسبب خطأه بتسجيل هدف للخصم، قال «حتى آخر يوم في حياتي المهنية سأعتمد على حارس المرمى في بداية وبناء الهجمة، وأن يكون اللاعب الأول في ذلك». عن الأسلوب الدفاعي الذي يتبعه بيب، أستذكر تصريحًا له عندما قال: «نحن نهاجم في مساحات صغيرة وندافع في مساحات كبيرة، لذلك فأنا هنا اليوم» وهذه كانت إحدى توجيهات مثله الأعلى ومدربه يوهان كرويف عندما كان لاعبًا في صفوف برشلونة، وهذا التصريح دلالة على المسافات القصيرة بين لاعبي فريقه لمداورة الكرة في الحالة الهجومية، وتطبيق تكتيك الضغط العالي في الدور الدفاعي للاعبيه هو أسلوب الأمثل لمواجهة خصومه. - الراحل يوهان كرويف طبق هذا النهج في أياكس وبرشلونة، قبل تطبيق قانون منع مسك الحارس الكرة بيديه بعد عودتها من أقدام زميله، والذي عارضه خوفاً من فشل طريقة بناء الهجمة من الخلف الذي ينتهجها فريقه، إلا أنه طوّر طريقة اللعب من خلال الإستفادة من مركز حارس المرمى للعب خارج منطقة الجزاء ليكون بمثابة لاعب مدافع متأخر أو كما يعرف ب«الليبرو»، ليستفيد منه في بناء الهجمة في حالة الهجوم كذلك. - بيب غوارديولا أحد تلاميذ العرّاب الهولندي يوهان كرويف، الذي اتبع نهج فني رفيع وأسلوب لعب كان سببًا في حصول برشلونة على البطولات، وطوّره ليساهم هذا الأسلوب ليس ببناء العصر الذهبي للفريق الكتالوني فحسب، بل بتغيير مفهوم كرة القدم ككل ولاسيما لاعبي مركز الدفاع. - للاعب الإيطالي جورجيو كيليني تصريحًا عن أسلوب اللعب الحديث بكرة القدم عندما أظهر تأثر المدافعين على النمط الإيطالي الذين يتميزون بقوة الإفتكاك واللعب الخشن دون التركيز على الشق الهجومي بفلسفة بيب غوارديولا، حيث قال: «بيب غوارديولا مدرب رائع لكنه دمر إيطاليا في السنوات الماضية، حاولوا المدربين الإيطاليين تقليد أسلوبه من دون وجود الإمكانيات نفسها، وهذا الأمر جعلنا نفقد هويتنا». المدافع الإيطالي لايتناسب نمط لعبه مع كرة القدم الحديثة التي بدأت مع كرويف وتطوّرت على يد بيب.