في يوم تتويج اسبانيا بكأس العالم تفحصت جيدآ المنصة التي اعتلاها الفائزون الاسبان وتحسرت ان وجهين رئيسيين لم يكونا معهما . يوهان كرويف وبيب غوارديولا ( الذين قدما سبعة اساسيين للمنتخب الاسباني اضافة للهوية الفنية ) هما من كنت ولا زلت اعتقد انهما المحرك الاساسي للمنتخب الاسباني الذي فاز بتلك الكأس العالمية . فمنذ عشرين سنة او اكثر يتولى الداهية كرويف وضع الاهداف النهائية لفريق برشلونة بما في ذلك الاختيارات العناصرية والاطقم التدريبية فيما يوظف بيب غوارديولا تلك العناصر المميزة باحدث اساليب التدريب الحديثة للوصول الى الهدف الذي وضعه كرويف . بل ان مدرب هولندا( مارفيك ) التي قابلت الاسبان في النهائي قال قبلها بثلاثة ايام ان برشلونة الهم فريقي للوصول الى ذلك النهائي حيث اني عقدت مقارنة بين منتخبنا وبرشلونة على مستوى الادائين الدفاعي والهجومي واكتشفت ان اول خطوط دفاع برشلونة هو خط هجومة الذي يتحول للدفاع مباشرة حتى يستعيد السيطرة على الكرة . وفي هذا الموسم وهذه الايام يتقدم نابولي سريعآ نحو مقدمة الفرق الايطالية ويعلق رئيس النادي انه منذ خمس او ست سنوات وهو يحاول ان يبني فريقآ مشابهآ لبرشلونه وهاهو بدأ يحصد النتائج . اما لماذا وضعت النصر في عنوان هذا المقال واقرنته ببرشلونة فلأني اعتقد ان الهوية النصراوية اختفت منذ زمن طويل جدآ , فباعتزال ماجد ومحيسن والهريفي والمطلق دخل النصر نفقآ معتمآ لم يعد يستطع خلاله مسيروة من النظر بعيدآ ورسم استراتيجية واضحة لاعادة الفريق الى امجاده , بل ان كل ماتم فعله لم يكن سوى ترقيع مستمر تحت مسميات اعادة البناء ولكن للاسف على اسس غير صحيحة . واخشى ما اخشاه ان يستمر النصراويون في التغيير السريع للعناصر والاجهزة الفنية دون ان يعرف النصراويون بالضبط : ما الذي يريدون الوصول اليه ؟ . اليوم هناك فرصة حقيقية للنصر للعودة الى الجادة الصحيحة للبطولات من خلال الاستقرار الاداري للسخي فيصل بن تركي مدعومآ بعناصرة المميزة التي جاهد كثيرآ لاحضارها ولم يبق الا التأكد من حسن العمل الفني والتدريبي على المديين المتوسط والبعيد . ومع كل هذا لازلت اعتقد ان النصر بحاجة لوضع انموذج مثالي امام اعين مسيريه لاعتبار ذلك الانموذج هو الهدف الذي يراد الوصول اليه كيف لا وهو انموذج ناجح ويحقق الغايات التي ينشدها أي فريق . اعلاه , ذكرت منتخب هولندا وفريق نابولي الايطالي كأمثلة على عدم تضييع الوقت للبحث عن هوية فيكفي أي رياضي خبير ان ينصحك بانتهاج طرق واساليب واختيارات برشلونة حتى تصنع فريقآ قويآ ينثر المتعة ويقدم الفن ويحقق الالقاب . اليوم بأمكان زينجا ومساعديه عقد مقارنة بسيطة لكل دقائق وتفاصيل الفريق النصراوي مع نظيرتها في الفريق الكتالوني وبعد ادراك الفارق بين الفريقين يبدأ العمل على تضييق الفجوات بقدر المستطاع . اسئلة كثيرة ومتعددة حول الكيفية التي يسيطر بها برشلونة على نسبة استحواذ اعلى من خصومه , وكيفية تناقل الكرة بين مدافعيه تحت الضغط , وكيفية تناول البينيات ورسم المثلثات , وتقارب الخطوط , وتقدم الاظهرة وتشكيل الجبهات , والتوغل من العمق , والتحرك بدون كرة وحساب معدل الكيلومترات التي يقطعها لاعب برشلونة في المباراة الواحدة . كلها تفاصيل لو عمل النصراويون على الاجابة عليها ومحاولة انزالها على لاعبيهم وخططهم ورفع معدلاتها الموجودة في فريقهم الى ما هو حاصل لبرشلونة لانجزوا الكثير واختصروا المسافات . ليس عيبآ ان تتخذ لنفسك قدوة ثم تبدأ بمحاكاته وصولآ الى افضل اداء مقارب لما يقدمه قدوتك , فهو على الاقل يغنيك عن التخبط يمينآ وشمالآ بحثآ عن هوية ناجحة . بل اني ارى ان النصر في ظل استحداث التدريبات الصباحية اصبح لدى مدربيه الوقت الكافي والارضية الصلبة للارتقاء السريع بمستويات فريقه ولاعبيه اذا رافق ذلك صحة التخطيط والاهتمام الدقيق بكل صغيرة وكبيرة تؤدي للهدف المنشود . ولا اقول ان الوصول للقدوة يأتي في يوم وليلة بل انه يأخذ وقت ولكن المؤكد انك كلما كنت قريبآ من مستوى واداء برشلونة فستكون من القوة بما يكفي لاكتساح خصومك الا ان تواجه برشلونة نفسه . سلمان بن عبدالرحمن