القهوة العربية.. عمود البيت العربي في البادية والحاضرة، وفي كل مكان توجد فيه روح عربية فهي الضيافة الأصيلة عند العرب، ذاع اسمها وصيتها في كل مكان وباتت رائحة البن المحمص تفوح من الدلال النحاسية في العصر الحالي مثلما فاحت في العصور السابقة وارتبطت القهوة بمناسبات العرب وتقاليدهم الاجتماعية وإرثهم فكان فنجان من القهوة يحدد غزوة كاملة في عصور سابقة وبنفس فنجان القهوة يوافق العربي على مطالب ضيوفه. فالقهوة تقليد عريق عرفت به عرب البادية قبل 300 سنة مضت، وكانت رمزاً للضيافة والكرم ومفتاح المجالس وأساس عرض الزواج. ومن تقاليد القهوة أن يبدأ تقديمها للضيف أولاً ثم للجالسين من على يمين الضيف، ومن العيب أو ما يعرف ب«المنقود» عند العرب أن تقدم القهوة باليد اليسرى، إذ يتوجب على «المقهوي» تقديم القهوة باليد اليمنى، ويتناولها الضيف باليد اليمنى أيضاً. المنفاخ والفنجال استخدمت قديماً لصناعة القهوة أدوات مختلفة منها النجر، المحماسة، المبرد، المنفاخ، الملقاط، الجراب، الفنجال والدلة، فالمحماسة أداة نحاسية تستخدم لتقليب حبوب البن وهي على النار وتعتبر ذات أهمية خصوصاً كونها تتحكم بدرجة تحميص القهوة وفقاً لتفضيل المستهلكين، والمبرد وعاء مثلث الشكل يستخدم لتبريد حبوب القهوة بعد عملية التحميص، أما النجر فهو إحدى أدوات إعداد القهوة المصنوعة من الحجر لطحن حبوب القهوة، ويتم سحقها وطحنها بواسطة الهاون ثم المنفاخ المصنوع من الخشب والجلد، ويستخدم لتسوية القهوة وإزالة الدخان أثناء التحميص أما الدلة فتعتبر أحد أهم أدوات صنع القهوة المصنوعة من النحاس تستخدم وعاءً لتسوية القهوة وتبهيرها حتى يصل نحو الفنجال المخصص لشرب القهوة ويمثل رمزاً لتناول القهوة لدى العرب، وكان يصنع قديماً من الفخار حتى تطور إلى شكله الحالي المصنوع من الخزف المنقوش. من الطحن إلى إسبريسو مع مرور السنوات دخل التطور على القهوة فما عاد البن يحمص ويدق يدوياً، فأصبح له طرق كثيرة لصناعته بنكهات مختلفة لم تقتصر على الهيل فقط فمن صوت النجر ونغماته نحو صوت تُقَطِّع التروس حبوب القهوة بدلاً من طحنها وهذا ما تقوم به ماكينات تحضير الإسبريسو الأوتوماتيكية والقهوة المخمرة والتمتع بفنجان قهوة مباشرةً من حبات القهوة الطازجة، أما القهوة التي يتم تخميرها بالتنقيط أو القهوة المفلترة التي انتشرت في مقاهي المملكة في السنوات الأخيرة والتي يتسرب الماء من خلال البن المطحون، ويمتص زيوته وجوهره، بوجود الجاذبية، ثم يمر من خلال الجزء السفلي من الفلتر ويتم الاحتفاظ بمواد البن المستخدمة في المرشح مع تسرب السائل إلى وعاء تجميع كالقنينة الزجاجية أو الإبريق بعدما نسي الشباب المهايل والدلال نحو المكائن والتقطير والتخمير التي تعود نحو اخترع ميليتا بنتز فلتر القهوة في عام 1908 ليستخدم في صنع المشروب في جميع أنحاء العالم. وكشف تقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للبن (القهوة) أن السعودية تأتي تاسع أكبر مستهلك بين الدول المستوردة للقهوة في العالم بمعدل نمو سنوي للاستهلاك المحلي خلال آخر 3 سنوات بلغ 1.9% مسجلا خلال عام 2015/2016م (أكتوبر2015 حتى سبتمبر2016م وفقا للفترة المعتمدة للمنظمة) نحو 1330 الف عبوة زنة 60 كيلوغراماً أي 79.8 الف طن وذلك ارتفاعاً من 75.36 ألف طن قبل 3 سنوات في العام 2012/2013م. استيراد 10000 طن سنوياً أضاف التقرير أن المملكة تأتي ثاني أكبر مستهلك للقهوة عربياً بعد الجزائر التي سجل استهلاكها 2154 ألف عبوة زنة 60 كيلوغراماً أي نحو 1.3 مليون طن في العام 2015/2016م، وتأتي في المركز السادس عالمياً ،وتتقدم السعودية على تركيا التي تأتي في المركز 12 عالمياً. فيما تشير بيانات سابقة للهيئة العامة للاحصاء أن واردات السعودية من البن بمختلف أنواعه محمص وغير محمص بلغت نحو 58 ألف طن في العام 2015م بقيمة إجمالية تقدر بنحو 749 مليون ريال، وتستحوذ إثيوبيا على نحو 72% من واردات المملكة من البن بكمية تقدر بنحو 42 ألف طن في العام 2015م بقيمة 519.5 مليون ريال، فيما تكمل الكمية المتبقية من دول عدة أخرى أهمها البرازيل التي تعتبر المتحكم الرئيس في أسعار القهوة في الأسواق العالمية. وأشار تقرير إحصائي إلى أنه يتم استيراد أكثر من 30 ألف طن من الهيل والزنجبيل والزعفران بقيمة إجمالية تتجاوز 5.5 مليار، يستخدم نسبة معينة منها في إعداد القهوة وإضافة نكهة معينة عليها فيما تستخدم الكميات العظمى منها في استخدامات أخرى من أهمها الأطعمة. وتوقع المستثمر في البن فهد الشمري، أن الكميات المستوردة من البن بشكل سنوي للأسواق السعودية والمستخدمة في إعداد القهوة العربية تقدر بأكثر من 10 آلاف طن من البن الهرري واللقمتي، ويعتبر البن أكثر سلعة متداولة عالمياً بعد النفط إذ تصل مبيعاته السنوية في الأسواق الاستهلاكية إلى نحو 100 مليار دولار، ويعيش من عوائده نحو 35 مليون عائلة تتوزع على 60 بلداً في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.