حذر أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الأغا من إهمال تشخيص وعلاج هشاشة العظام عند الأطفال، إذ ثبت علميّاً أن النسيج العظمي يكون في أقصى حالات البناء منذ الطفولة وحتّى مرحلة البلوغ والشباب، وبعد سن الأربعين تبدأ صلابة العظم في الانخفاض تدريجيّاً على مدى سنوات عديدة حتّى تصبح العظام أكثر رقّة وهشاشة وذلك مع زيادة عمر الإنسان. اضطراب عظمي مزمن وقال على هامش سلسلة محاضرات ملتقى «صحتي غالية الموسم الرابع» إحدى مبادرات وحدة خدمة المجتمع بجامعة الملك عبدالعزيز وتلقى عبر تقنية «زووم»، أن مرض هشاشة العظام لدى الأطفال واليافعين يُعرّف بأنّه اضطراب مزمن يحصل في الهيكل العظمي، الأمر الذي يتسبب بزيادة خطر الإصابة بالكسور، ولقد عرّفت منظمة الصحّة العالميّة مرض الهشاشة عند الأطفال بالكثافة العظميّة ذات انحراف معياري أقل من -2 من كثافة العظم الطبيعي، مقارنة بنفس العمر والجنس والعِرق. العظام الأوّلي الوراثي وأشار إلى أن مرض هشاشة العظام عند الأطفال نوعان، هما: الأول هشاشة العظام الأوّلي الوراثي الذي يشمل الاضطرابات الوراثيّة التي تؤثّر على النسيج العظمي الضام، مثل مرض العظم الزجاجي، ومتلازمة إهلرز دانلوس، ومتلازمة مارفان، ومرض هوموسيستين البولي، وهشاشة العظام مجهولة السبب. والنوع الثاني هشاشة العظام المكتسَب، وله أسباب عدة منها: • أمراض الدم الوراثيّة: مثل الأنيميا المنجليّة، وأنيميا البحر الأبيض المتوسّط. • قلّة أو عدم التعرّض لأشعّة الشمس الضروريّة لتصنيع فيتامين (د) داخل جسم الإنسان، وكذلك عدم تناوله بشكل وقائي مستمر إذا تعذر التعرض للشمس. • قلّة أو عدم تناول الحليب بالكميّات المطلوبة خلال فترة بناء العظم، فالحليب غني بالمواد البروتينيّة وكذلك بعناصر الكالسيوم والفوسفات. • قلّة الحركة والرياضة من العوامل التي تساعد على هشاشة العظام. • أمراض الجهاز العصبي المؤدّية إلى عدم القدرة على الحركة: مثل الشلل الدماغي، أو إصابة الحبل الشوكي، أو إصابة الرأس، أو ضمور العضلات، أو ضمور العصب الشوكي، أو غيرها من الأمراض العصبيّة. • أمراض الكبد والكلى المزمنة. • الالتهابات المناعيّة الذاتيّة المزمنة: مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي، أو الذئبة الحمراء، أو التهاب الأمعاء التقرحي، أو حساسية الأمعاء من مركبات الجلوتين (سيلياك)، أو غيرها من الأمراض. • اضطرابات الغُدد الصُم: تشمل فرط نشاط الغُدة الدرقيّة، أو نقص هرمون النمو، أو زيادة هرمون الكورتيزون (متلازمة كوشينج)، أو ضعف الغُدد التناسليّة الأنثويّة الثانويّة مثل متلازمة تيرنر، أو انقطاع الطمث، أو فقدان الشهيّة العصبي، أو فشل المبيَض الأوّلي، أو فرط هرمون البرولاكتين، أو متلازمة كلاينفلتر. نصائح وارشادات مهمة وعن الوقاية خلص البروفيسور الأغا إلى القول: هناك مجموعة من النصائح، وهي: • يُنصح بتناول الكالسيوم للأطفال واليافعين بمعدّلات تراوح ما بين 1000 إلى 1200 ملليغرام يومياً (تعادل شرب كوبين من الحليب أو اللبن)، وتشير معظم الدراسات إلى أنّ مكمّلات الكالسيوم تبطئ من فقدان العظام، وبالتالي قلّة تناول الكالسيوم تزيد من خطر كسر الحوض لمن لديهم هشاشة. • يجب تناول فيتامين (د) بجرعة وقائيّة يومية بمعدل (400-800) وحدة دوليّة لمن تكون نسبته لديهم طبيعيّة، أو بمعدل (2000-7000) وحدة دوليّة يومياً لمن يكون لديهم نقص في معدّلاته (تعادل 50.000 وحدة أسبوعياً). • يزيد الكالسيوم وفيتامين (د) من كتلة العظام، ويقللان من فقدانها ومن حدوث الكسور. • ممارسة الرياضة بشكل دوري، إذ إن الرياضة تزيد من قوّة وصلابة العظام والعضلات، ومن أهمّها: السباحة، والمشي مدّة لا تقل عن 30 دقيقة يوميّاً. • تجنّب زيادة الوزن، لتأثيرها السلبي على صلابة العظم. • تناول الأكل الصحّي الغني بالبروتين، وتقليل السكّريات والمقليّات. • تجنّب تناول المشروبات الغازيّة، والمشروبات المحتوية على مادة الكافيين (القهوة)، وكذلك تجنّب التدخين (لفئة اليافعين).