أسفرت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تكثيف الضغوط على الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، خصوصاً التيارات المعادية لعروبة لبنان، المعطلة لمسيرته السياسية والاقتصادية، كحزب الله الإيراني الذي يتزعمه حسن نصر الله، والتيار الوطني الحر الذي يتقوى بحزب الله لشق المسيحيين والمسلمين في لبنان، لمصلحة حفنة من المنتفعين من لعبة السلطة. ولم يكن القادة اللبنانيون بحاجة إلى تهديد من ماكرون، وغيره من الرؤساء. فقد بدا واضحاً منذ اندلاع الاحتجاجات في لبنان أن الشارع اللبناني لم يعد يطيق بقاء من يحكمونه، ولا يثق بهم. وتعزز ذلك الشعور القوي غداة انفجار مرفأ بيروت الذي كان قاصمة لظهر من يتمسكون بسلاح حزب الله، ومن يعمدون إلى انتهاك روح اتفاق الطائف، الذي أدى تطبيقه على الأرض إلى إسدال الستار على حقبة الحرب الأهلية المريرة. والقادة اللبنانيون مطالبون اليوم بتنظيم صفوفهم لرسم ملامح عقد اجتماعي جديد، يكون مرجعه لبنان، وليس الخارج، وهدفه تنمية لبنان، وتطوير إنسانه، واقتصاده، وليس تسليم أمره إلى إيران، وبشار الأسد، ورجب أردوغان. وهم يعرفون جيداً أن لبنان لا خيار أمامه سوى الاستقلال التام، والنأي عن الانتماءات الخارجية، وإرساء نظام سياسي لا يوجد فيه «فيتو» لأية فئة على قرار الغالبية. وهم يعرفون جيداً أنه ما لم يحدث ذلك فإن تهديدات ماكرون ستكون سيفاً على رقابهم.