عقب التوقيع الرسمي على اتفاق السلام بين الخرطوم والحركات المسلحة، الذي أنهى 17 عاماً من الحرب الأهلية في السودان، اعتبر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أن اليوم هو بداية طريق السلام، وقال في تصريح اليوم (الاثنين): أهدى هذا الاتفاق إلى الأطفال في معسكرات اللجوء والأمهات والآباء. وكتب عبر موقع «تويتر»، «اليوم بداية طريق السلام.. السلام الذي يحتاج إرادة قوية وصلبة كإرادة ديسمبر التي حطمت حصون الطغاة والمستبدين». وأضاف «أهدي السلام الذي وقعناه اليوم بدولة جنوب السودان إلى أطفالنا الذين ولدوا في معسكرات النزوح واللجوء، لأُمّهات وآباء يشتاقون لقراهم ومدنهم، ينتظرون من ثورة ديسمبر المجيدة وعد العودة، وعد العدالة، وعد التنمية، ووعد الأمان». من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، إن السلام يشكل المسعى الأهم لنا في ترتيبات الفترة الانتقالية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية. وأضاف أن اتفاق اليوم يمثل التزاما بعبور المرحلة الحرجة التي تواجه البلاد، معبرا عن أمله بأن يجني أبناء السودان ثمار الاتفاق بتغيير حقيقي. وتابع «وضعنا أرجلنا في بداية المسار الصحيح لبناء الوطن، والاتفاق سيقودنا حتما إلى إصلاح وترميم الوحدة الوطنية في السودان». وكان ممثلون للحكومة السودانية الانتقالية والجبهة الثورية السودانية التي تضم أربع حركات مسلّحة وقعوا بالأحرف الأولى هذا الاتفاق في جوبا. ووقع ممثلون لمختلف الأطراف على البروتوكولات الثمانية التي تشكل اتفاق السلام: الأمن وقضية الأرض والحواكير والعدالة الانتقالية والتعويضات وجبر الضرر وبروتوكول تنمية قطاع الرحل والرعاة وقسمة الثروة وبروتوكول تقاسم السلطة وقضية النازحين واللاجئين. وينص الاتفاق على ضرورة تفكيك الحركات المسلحة وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامي الذي سيعاد تنظيمه ليكون ممثلا لجميع مكونات الشعب السوداني. وبقيت خارج الاتفاق حركتان كبيرتان: واحدة في دارفور، وهي حركة جيش تحرير السودان/ جناح عبد الواحد نور التي تواصل القتال في دارفور. والثانية الحركة الشعبية لتحرير السودان/ جناح عبد العزيز الحلو التي تقاتل في جنوب كردفان والنيل الأزرق.