كل عام وأنتم بخير. غدا تحل علينا سنة هجرية جديدة. وبين السنة القمرية والسنة الشمسية، مخزن مهول من الأقاويل والنبوءات والأحداث، وتقلبات دول وأفراد. ولأن الشعائر الدينية مرتبطة بهاتين المنزلتين (القمرية والشمسية) يفوت على الكثيرين أن التقويمين أقدم من أكل الأديان والتي جاءت فوجدت سنة الله قائمة، وأن الأيام تقلب وفق حركية الكون، فأوجدوا لأنفسهم تاريخا يعتمد على أحد التقويمين. وانقدت لدراسة الفروق في جانبها الأسطوري، إذ وجدت أن العد في احتساب مرور السنة يختلف عبر التاريخ وهذا ما فسر لي العمر المديد لسيدنا نوح، إذ إن تاريخا أسطوريا للبابليين والآشوريين كان لديهم حساب ما يؤدي إلى الأعمار الطويلة لملوكهم والزمن الذي حكم فيه كل ملك والذي يصل إلى مئات السنوات. وفِي حومة الاختلاف بين التقويمين القمري والشمسي، حدثت مجادلات طويلة أيهما الأصح، لأن كل متحدث عن الأصوب يكون حديثه مقرونا بأيام العبادات، وظهرت مقالات وآراء حول أن التقويم الميلادي (مرتبط بالشمسي) هو الأصوب، في ثبات الأشهر والأيام، وأن القمر أقصر وبالتالي تتغير الفصول ومواقع أيام العبادات عند المسلمين.. وقد كان هناك تلاعب حول الشهور فهناك تأخير وتقديم، وكنت ميالا لأن يكون التقويم الشمسي هو الأصوب، ومع الاجتهاد استقر رأيي على أن التقويم القمري هو الأصوب استنادا على ما جاء في القرآن من خلال تثبيت أن السنة (قمرية كانت أو شمسية) 12 شهرا: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا) الآية 36 التوبة. ولأن الأولين لكي يساووا بين الشهور القمرية والشمسية، أكدوا شهرا مضافا سمي بشهر النسيء، وقد ذكر في القرآن إنما النسيء زيادة. ولأن التغير بين التقويمين ممثلا في عدة أيام، كانت إحدى آيات سورة الكهف موضحة أن الاختلاف يحدث في كل 300 سنة، فجاءت الآية مؤكدة لفوارق الأيام: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) (25) الكهف. حقيقة أن التوغل في دراسة الفوارق الزمنية وما صاحبها من أحداث وما سوف يصحبها مستقبلا جديرة بالمكوث للاطلاع، فكل الأجرام السماوية تتبادل التأثير والتأثر، وما نحن إلا كائنات ضئيلة، في الغالب لا نملك المعرفة الكافية عن تلك العوالم، ومعرفتك باليسير تجعلك في حالة اهتزاز، لذا تجد قراءة الكف أو الفنجان أو مطالعة أخبار البروج ذات حظوة لدى غالبية البشر. وهذه المقالة، هدفها الرئيس الوقوف على التنبؤات لما أحدثته فينا سنة 2020 الميلادية، ولأنها طويلة (لم تنته بعد) ليس أمامنا إلا ترديد: (الله يخارجنا من سنة 2020)، وأن يجعل السنة القمرية جابّة لما أحدثته السنة الميلادية من حرب عالمية فايروسية ما زالت تعبث فينا. [email protected]