حين اقترب رأس السنة الجديدة 2012 بدأتُ أقلب قنوات التلفزيون لرؤية احتفالات الشعوب بالعام الجديد.. وحينها تذكرتُ احتفالات الكريسمس (قبلها بأيام) ووصلتني (في نفس الوقت) رسالة تحذر من الاحتفال برأس السنة كونه عيداً للنصارى.. واليهود.. ومن يومها وأنا أفكر بكتابة مقال أوضح فيه الفرق بين مصطلحات كثيرة نخلط بينها في مثل هذا الوقت من العام مثل الكريسمس / والسنة الشمسية / والقمرية / والتأريخ الهجري والميلادي... !! فالسنة الشمسية هي سنة فلكية (ليس لها دخل بميلاد المسيح) تعتمد على حركة الأرض حول الشمس. وهي بدون شك أكثر دقة من (السنة القمرية) التي تعتمد على مدار القمر الذي يتفاوت حول الأرض وخلال العام.. وكلا التقويمين (الشمسي والقمري) أكثر قدماً من ميلاد عيسى المسيح وهجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. فمنذ خلق الله الشمس والقمر (وقبل أن يقول إبراهيم هذا ربي) نظر الانسان البدائي الى السماء ولاحظ اختلاف مداراتهما فخرج بتقويمين مختلفين.. وهذا بالطبع لا يلغي خصوصية منازل القمر واتخاذه كمواقيت للشعائر الاسلامية (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته).. ، وليس له أيضا علاقة بتاريخ ميلاد المسيح بحسب التقويم الشمسي (الذي نطلق عليه تجاوزا الميلادي)!! بل لاحظ أن ميلاد المسيح ذاته غير متفق عليه أصلًا، وما من طائفة مسيحية قالت إنه ولد في (رأس السنة الجديدة).. وهنا نصل الى المشكلة التي نعنيها غالبا وهي عيد "الكريسمس" الذي يحتفل به على أساس أنه مولد السيد المسيح (ويوافق الخامس والعشرين من آخر شهر في السنة)! ويزداد الأمر تعقيداً حين نعلم أنه حتى تاريخ ميلاد المسيح (وعيد الكريسمس) لم تتفق عليه كافة الطوائف المسيحية.. ففي حين يحتفل به الكاثوليك والبروتستانت في (25 ديسمبر) يحتفل به الأرثوذكس في (7 يناير) وقبل أربع سنوات كاملة من التاريخ المفترض لدى الفئة الأولى (اعتمادا على ماجاء في إنجيل متى).. أما حسب إنجيل لوقا فولِدَ أثناء وجود كيرينيوس والي سورية (أي في سنة 6 أو 7 بعد الميلاد) وهو ما تأخذ به كثير من الكنائس الشرقية !! وفي حال استعنا بدائرة المعارف البريطانية سنجد في الصفحات (642-643) مايلي: . لم يقتنع أحد بدقة يوم أو سنة ميلاد المسيح ولكن في عام 340 قرر آباء الكنيسة تحديد تاريخ للاحتفال بميلاده فاختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسي فى الشتاء كونه استقر منذ القدم فى أذهان الناس (ويوافق 25 ديسمبر بالتقويم الشمسي).. وجاء فى دائرة معارف شامبرز: ... كان الناس فى الحضارات القديمة يعتبرون موعد الانقلاب الشمسي (25 ديسمبر) هو يوم ميلاد الشمس ذاتها. ولأن روما كانت تحتفل بيوم 25 ديسمبر كعيد وثني شعبي لم تستطع الكنيسة إلغاءه فباركته وجعلته موعدا لميلاد المسيح وعيدا يحتفل فيه الناس... وتؤكد هذا الكلام الباحثة الفرنسية مارتين برو في كتابها "أصول عيد الميلاد" حيث قالت: ... وقد أقامت الكنيسة عيد الميلاد (الكريسمس) على احتفال وثني قديم يعتمد على الانقلاب الشمسي.. وهي لم تستعر منه فقط تاريخ الاحتفال (في 25 ديسمبر) بل واستعانت بكثير من التفاصيل الوثنية كالشجرة، وكعكة الحطب، ونبات الدبق، والهدايا المقدمة للآلهة تحت شجرة الأرز ... (انتهى) ... وبسبب هذا كله أيها السادة لا أرى داعياً للتحرج من استعمال السنة الشمسية (أو الميلادية كما هو شائع) في ظل احتفاظنا بالسنة القمرية لتقرير مناسباتنا الدينية .. أما "الكريسمس" ففضلا عن أصله الوثني ، لا أحد يعرف أساسا تاريخ ميلاد المسيح حتى يتم الاحتفال به !! .. وفي المستقبل .. حين تقرأ سورة الكهف ؛ لاحظ كيف أن الله سبحانه وتعالى استعمل كلا التقويمين في قوله {ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا حيث لبث أصحاب الكهف في نومهم 300 سنة شمسية / وازدادوا تسعا / لمن أراد الحساب بالسنة القمرية ... (حيث كل 100 سنة شمسية تساوي 103 سنين قمرية) ! (نجمة بيت لحم / الكريسمس شامبرز)