التاريخ هو اطلالة الحاضر على الماضي، وهو السجل الضخم الذي يوثق أيام ومجريات وأحداث الأمم السابقة، ويكتسب الباحث المعاصر من خلاله العبرة من ماضيه ومعرفة حاضره، بل إنه يستشرف من خلال صفحاته أحداث المستقبل وظروف المقبل من الأيام. اعتمد على إحداثيات خطوط الطول والعرض للكعبة وولادة «الهلال» فلكياً بعد غروب الشمس بمكة ولأن لكل أمة تاريخها الذي تعود إليه وتُعرف من خلاله، فقد عُني الإنسان منذ عصوره الأولى بتدوين وتسجيل الملاحم، والأحداث صغيرها وكبيرها، كما لجأ الإنسان القديم إلى تدوين الأيام وتحديد الأشهر والسنوات التي منحه الله سبحانه نعمة التبصر في صروفها والعبرة من تقلبها وتداولها؛ ولأن التاريخ جزء من ثقافة الأمم ورمز من رموز حضارتها، فقد سعى الإنسان القديم منذ سالف الزمان إلى تدوين كل ما يثير انتباهه ويستشعر ضرورة تذكره والعودة إليه، إدراكاً منه بقصور العقل البشري عن حفظ كل ما يشاهده ويمر به من أحداث وظروف، وهو ما دعاه إلى توزيع الأيام وتسميتها وفقاً لما يُسمى في عصرنا الحاضر «التقويم» الذي يُعرف لغة بمعنى تصحيح الخطأ، بينما يعرفه الناس اصطلاحاً بأنه تنظيم لقياس الزمن المُعتمد على الظواهر الطبيعية المتكررة مثل دورتي الشمس أو الأرض والقمر، وهو بهذا يختلف عن التاريخ الذي يُعبر عنه بأنه وعاء لأحداث الزمن. صُنعت التقاويم لتحديد وتسجيل «أعمال الآلهة» وفقاً لخرافات «الأمم البائدة» وليس لتوثيق أعمال البشر التقويم القمري على الرغم من وجود آلية تساعد على قياس الزمن ومعرفة الأيام، وكان ضرورة أساسية لعملية تسجيل أفكار الإنسان وترتيب أعماله، إلاّ أن الغريب أن التقويم لم يُبتدع أصلاً لذلك الغرض، حيث صُنعت التقاويم لتحديد وتسجيل أعمال الآلهة وفقاً لخرافات الأمم البائدة وليس لتسجيل أعمال البشر وتحديد أيام الزمن، ثم تطور هذا الشعور إلى احتياج الإنسان لمعرفة أيامه المقدسة وما سواها من أيام السنة. التاريخ الميلادي كان رومانياً وعدّله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه جزافاً لميلاد «المسيح» وكان التقويم القمري أبسط وأسهل أنواع التقاويم وأكثرها رواجاً، بل قد كسب هذا التقويم القمري قداسته من خلال الحكمة الإلهية التي علمها من علمها وجهلها من جهلها؛ حتى أنه ظل شائعاً بين كل الشعوب القديمة عدا المصريين القدماء -الذين انفردوا ومعهم سكان المكسيك الأصليين- بابتكار ما يعتبر في مضمونه وجوهره تقويماً شمسياً، وهو الذي كان مبعثه طبيعة الحياة الزراعية على أرض وادي النيل وإن لم يسلم هذا التقويم من خرافات الشعوب البائدة التي سكنت حوض النيل، وفقاً لما تعتقده هذا الأقوام من طقوس وتقاليد تتلخص في الأهمية القصوي لما يسمونه إله الشمس، وبهذا تكون بلاد حوض النيل أول من اعتمد التقويم الثابت للتاريخ، وهو الذي ساعدهم في تدوين وتسجيل الأحداث وكان سبباً في تحديد الأيام والمواسم ومعرفة الفصول السنوية، بل كان وجوده أمراً ضرورياً للكتابة التاريخية المنظمة لديهم. بلاد حوض النيل أول من اعتمد التقويم الثابت للتاريخ والعرب قبل الإسلام استخدموا «التقويم القمري» التقويم الشمسي أما «البابليون» فإنهم لم يتعدوا مرحلة تمييز السنين والتعرف عليها، وربما اقتصروا في معرفتهم لسيرورة الأيام على تسمية الأعوام والسنين، إلى أن ظهر في العصر الآشوري بعض الحوليات التي كانت تتحدث عن أعمال الملوك. فيما لم يتعد العبرانيين الترتيب الزمني وفقاً لمرحلة تقدير الزمن بالأجيال، على اعتبار أن كل جيل يستمر أربعين سنة، وأما المؤرخون الإغريق الأوائل فإنهم لم يقدموا أكثر مما قدمته تلك الأقوام التي سبقتهم لا سيما فيما يتعلق بابتكار تقويم زمني يحدد السنين والأشهر والأيام. إحداثيات خطوط الطول والعرض للكعبة المشرفة أساساً للتقويم ولأن الرومان وصفوا عند بعض المؤرخين بالواقعية؛ فإن البعض يعتبرهم أول من ابتكر نظاماً جيداً لترتيب الزمن، لا سيما وقد أرخوا سنواتهم من تاريخ تأسيس روما الأسطوري؛ أي منذ (750) عاماً قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور إلى أن جاء (توما الثاني 716-673 ق.م) فأضاف شهري يناير وفبراير، وأصبحت السنة تتألف من 355 يوماً، ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية، إلى سنة (46) ق.م، حيث استدعى يوليوس قيصر الفلكي المصري «سوريجين» من مدينة الإسكندرية لوضع تاريخ حسابي، ويستطيع القيصر وعامة الناس من خلاله معرفة الشهور والأيام وتحديدها، فوضع لهم «سوريجين» تاريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية؛ فتحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي، وسُمي هذا التاريخ بالتاريخ «اليولياني»، نسبة إلى «يوليوس قيصر»، وبقي معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عليه السلام، واستمر عليه النصارى دون ربطه بالتاريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح، وتم الحساب بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التاريخ النصراني من أول السنة الميلادية، وأن تكون بداية هذا التأريخ 1-يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح كما يقولون ويزعمون؛ أن ميلاده -عليه السلام- كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول)، وعندها عُرف هذا التاريخ بالتاريخ الميلادي، كما ذكر ذلك ابن منظور «رحمه الله» في حديثه عن التاريخ الميلادي القديم لدى النصارى. التقويم ينظم جدول أعمال الفرد ومواعيده المستقبلية التاريخ الميلادي أوضح المؤرخون العرب أن الميلاد الحقيقي للمسيح سابق لبدء التاريخ الميلادي بقرون عدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التاريخ الميلادي، وميلاد المسيح عليه السلام؛ لأن اصطلاح (ق.م) أي ما هو قبل الميلاد أو بعده تاريخياً لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح عليه السلام، وهو ما استمر العمل به إلى عهد بابا النصارى «جوريجوري الثالث عشر» الذي عدل في التاريخ «اليولياني» لعدم مطابقة السنة الحسابية للسنة الفعلية للشمس بفرق سنوي قدره (11) دقيقة وسُمي هذا التعديل بالتاريخ الجوريجوري. وعليه يمكننا القول إن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً، وعدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح «عليه الصلاة والسلام» جزافاً بعد ميلاده عليه السلام ب(6 أو 8) قرون تقريباً. رؤية الهلال فلكياً تنسجم مع الرؤية الشرعية التاريخ الهجري ولما كان التاريخ الميلادي من أشهر التواريخ المستعملة هذه الأيام؛ فقد كان العرب قبل الإسلام يستخدمون التقويم القمري. فعرف العرب السنة وشهورها الإثنى عشر وجعلوا لكل شهرا اسما وهى ( المحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأول وجمادى الثانى ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذى القعدة وذو الحجة). ويوجد للشهور العربية أسماء أخرى قد كان أوائل العرب يدعونها: (المؤتمر، ناجر، خوان، صوان، ختم أو حنين، زباء، الأصم، عادل، نافق، واغل، هواع، برك). وكان العرب يُنسئون (يكبسون) الشهور، حتي حرمها الله في القرآن الكريم، قال تعالي:(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ. إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ). حضارات الأمم دونت تواريخ السنين بحسب تقسيم الفترات والعصور وقد أهمل العرب الكبس قبل الإسلام بعد أن إتضح أنها لا تساوي بين السنين والفصول، ولما هاجر المسلمون إلى المدينة وأصبح لهم كيانهم المستقل، أصبحوا يطلقون على كل سنة من السنوات اسماً خاصاً بها، وهي بالترتيب من السنة الأولى للعاشرة: (الإذن، الأمر، التمحيص، الترفئة، الزلزال، الاستئناس، الاستغلاب، الاستواء، البراءة، الوداع)، بل قد اشتهر وتواتر لدى العلماء ومؤرخي السيرة النبوية أسماء السنوات التي تلت بعثة النبي عليه الصلاة والسلام كعام الحزن، وعام بدر والأحزاب والفتح، وعام الوفود وغيرها مما تعلق بتاريخ السيرة النبوية. أما كيف توصلوا إلى هذا التاريخ فقد وردت روايات عديدة تدل على أن التاريخ الهجري بدأ العمل به في عهد الفاروق عمر»رضي الله عنه» بمشورة واتفاق الصحابة -رضوان الله عليهم-. ولادة الهلال فلكياً حال غروب القمر بعد غروب الشمس في مكةالمكرمة ثقافات التقويم إذن؛ تطور عملية الترتيب الزمني للأحداث لدى العالم الغربي الحالي ارتبط بفكرة تقسيم التاريخ إلى فترات وعصور ثلاث: قديمة ووسطي وحديثة، وهو تقسيم لم يُعرف إلاّ مع قُرب نهاية القرن السابع عشر الميلادي، حيث كانت الآراء والمعتقدات الأولى لديهم ترتكز على التأمل والتفكير في الماضي؛ فاليهود والنصارى رجعوا -وفق ما يزعمون- إلى الجنة التي عاش فيها ادم وحواء «عليهما السلام» قبل هبوطهما على الأرض، ومن ثم قسموا التاريخ إلي قسمين رئيسين، هما: المرحلة التي سبقت الخروج من الجنة، والمرحلة التي أعقبت ذلك الخروج، وبالمثل فإن اليهود الذين مازالوا يسوقون لفكرة مظلوميتهم قد استخدموا وقائع طردهم أساساً لتاريخهم وترتيبهم الزمني للأحداث. ويروى أن الشهور عند العرب اليمانية من سلالة سبأ وابنيه حمير وكهلان كانت تبتدأ من شهر رمضان، وهي:( ذو أبهى، ذو دنم، ذو دثأ، ذو حجتان، ذو حضر، ذو خرف، ذو مخطم، ذو نجوة، ذو فلسم، ذو فرع، ذو سلام، ذو ثور)، وأما عند ثمود فقد ذكر «الأزدي» في كتابه الوشاح -وهو من علماء القرن الثالث الهجري- أن ثموداً -وهم من العرب البائدة- كانوا يسمون الشهور بأسماء أخرى، وهى:( موجب وهو محرم، موجر، مورد، ملزم، مصدر، هوبر، هوبل، موهاء، ديمر أي رمضان، دابر، حيفل، مسبل)، ويُبدأ بها من ديمر. أما الإغريق فأتوا بفكرة مماثلة، وهي فكرة اضمحلالهم بعد أن كانوا في عصر ذهبي، فقد قسّم المؤرخ الإغريقي «هزيور» عصور التاريخ إلى خمسة أقسام: (الذهبي والفضي والبرونزي وعصر الأبطال والعصر الحديدي)، ثم جاءت العصور الوسطي التي هي عند المسلمين عصر الحضارة والعلم، أو ما يسمى بالعصور النيرة في حين كانت أوروبا تقبع تحت سطوة الحكومات الإقطاعية، وتعيش حقبة الجهل في ظل محاربة الكنيسة للعلم والعلماء، وهي ما يُطلق عليها مؤرخي أوروبا بالعصور المظلمة -التي انفصلت في آواخرها شعوب أوروبا الغربية عن روما وأوجدت لنفسها تاريخاً وثقافة خاصة بها-، أى أن هناك قسمين للتاريخ الأوروبي، هما العصر القديم والوسيط، وجاء بعد ذلك العلامة الهولندي «كرستوف كيلر» الذي قسّم التاريخ إلى ثلاثة أقسام، هي: التاريخ القديم وينتهي بعصر قسطنطين، والوسيط الذي ينتهي بسقوط القسطنطينية 1453م ودخول محمد الفاتح إليها، ثم الحديث من سنة 1453 فصاعداً. التاريخ الثوري وفي فرنسا أصدر المؤتمر الوطني -الذي جاء بعد قيام الثورة الفرنسية مرسوماً في 21/ 9/ 1792 بإبطال التقويم المسيحي (الميلادي) ليحل محله تقويم ثوري هو التقويم «التيرميدوري»، وتبدأ فيه السنة الأولى (من 22 /9/ 1792 :21/ 9 /1973)، ثم السنة الثانية فالثالثة وهكذا. وقد تبنى هذا الرأي رموز من الأحزاب المتطرفة أبان الثورة، ووجد هذا المقترح قبولاً مع الحماس الثوري التي تعيشه فرنسا آنذاك، ومقتضى ذلك أن تسمى الشهور على وفق الحالة المناخية المعتادة، وتم تقسيم الشهر إلى ثلاثة أقسام كل قسم عشرة أيام وينتهي كل قسم بيوم يقال له «ديكادي» هو يوم الراحة بدلاً من الأحد الذي كان يوم راحة في التقويم الميلادي، والخمسة أيام الباقيات تُسمى (السانس كولوتيد) يكون فيها مهرجان وطني، وكان المؤتمر الوطني يأمل أن يذكر هذا التقويم الفرنسيين بالأرض والعمل الذي يجعلها مثمرة لا بالقديسين بل بالمواسم. وعليه تم استخدام هذا التقويم الجديد في 24 /11 /1793 وانتهى استخدامه في نهاية 1805م. ويذكر أنه أثناء الحروب التي خاضها إبراهيم باشا وسط الجزيرة العربية تم القبض على قافلة من الإمدادات التي زود بها محمد علي باشا ابنه إبراهيم، وكان من ضمن هذه المؤن العسكرية مدفعان كبيران ختم عليهما ختما بتاريخ الثورة الفرنسية، وربما كانت هذه المدافع من بقايا حملة نابليون على مصر، بل نابوليون نفسه حاول أن يحتفي بما يسميه عيد الثورة الفرنسية داخل القاهرة، إلاّ أن المقاومة المصرية ارغمته على أن يقتصر في احتفاله على بعض جنوده ومستشارية. وعند السوفيت -أغلبهم أرثوذكس- يعتبرون أن ولادة السيد المسيح «عليه السلام» كانت بتاريخ 7/1 وليس 25 /12 كما يعتقد الكاثوليك. تقويم أم القرى أما التقويم الهجريّ العالميّ فهو تقويم أعدّته لجنة «الأهلة والتقاويم والمواقيت التابعة للإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك(AUASS )، واعتمد خلال المؤتمر الفلكي الإسلامي الثاني بعمّان، الأردن في الفترة 29-31 أكتوبر 2001م، لأنه على توافق مع الحسابات الفلكية وإمكانيات الرؤية حسب مقتضى الشريعة. ويُقسم التقويم هنا إلى منطقتين، هما: (المنطقة الشرقية) وتمتد من خط طول 180 درجة شرقاُ إلى خط طول 20 درجة غرباً، و(المنطقة الغربية) وتمتد من خط طول 20 درجة غرباً إلى الأجزاء الغربية من الأمريكيتين. وتوجد حالياَ ثلاث دول تعتمد التقويم الهجريّ العالميّ رسمياً في تقويميهم، وهم الأردن والجزائر والسعودية، وصدق نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال: «إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب الشهر، هكذا وهكذا. يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين». رواه البخاري ومسلم، وعلى هذا الحديث الشريف استند تقويم أم القرى الذي يعتمد التاريخ الهجري القمري الإسلامي في دراسته وتحديد بدايات الأشهر فيه، والذي سنه الخليفة الراشد أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين دون الدواوين وجعل بدايته في أول يوم من الشهر المحرم من السنة التي هاجر فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة والذي يوافق (15) يوليو من عام (622) ميلادي، والذي جعلته المملكة تقويمها الرسمي لما له من صلات بشعائرها الدينية. وصدر أول عدد من تقويم أم القرى في عام 1346ه قبل توحيد المملكة من مطبعة الحكومة بمكةالمكرمة، ثم صدر الأمر بنقل طباعته عام 1399ه إلى مصلحة مطابع الحكومة بالرياض؛ لما تحويه من آلات وأجهزة حديثة بإشراف لجنة تم تشكيلها في عام 1400ه برئاسة رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعضوية عدد من ذوي التخصص في العلم الشرعي وعلم الفلك. وفي عام 1420ه اعتمد إحداثيات (خط الطول وخط العرض) للكعبة المشرفة بمكةالمكرمة أساساً لتقويم أم القرى، كما أُعتمدت ولادة الهلال فلكياً حال غروب القمر بعد غروب الشمس في مكةالمكرمة.