دفعت أزمة جائحة كورونا العديد من أجهزة الدولة للعمل بأقصى طاقاتها، خاصة تلك التي تقف على الخطوط الأمامية في مواجهة تحديات الجائحة وآثارها، منها قطاعات الصحة والتعليم والاتصالات والتجارة، وجميعها أبلت وما زالت تبلي بلاء حسنا ! أول أمس حضرت في وزارة التعليم عرضا لاستعداد الوزارة لبدء العام الدراسي، كان العنصر الأهم فيه منصة مدرستي الإلكترونية التي ستكون المدرسة الافتراضية لجميع طلاب وطالبات المدارس السعودية طيلة فترة تعليق الدراسة والنافذة التي يطل منها أولياء الأمور على تحصيل أبنائهم، وقد تحدث الوزير حمد آل الشيخ عن الجهود المبذولة لتدشين هذه المنصة فأشار إلى أنها نتاج عمل متواصل بني على ما أنجزه الوزراء السابقون وأبناء الوزارة من المختصين ! في الحقيقة منصة مدرستي إنجاز باهر وهو مشروع لا يوجد له مثيل سوى في كوريا الجنوبية التي تعد من أعلى الدول في معايير وبرامج التعليم، والهدف هو بناء الجسور مع المستقبل وتحدياته التعليمية، فجاءت هذه الأزمة بمثابة الاختبار المبكر والمحفز لتسريع عملية تأسيس وتطوير البنية الأساسية للتعليم عن بعد الذي سيستفاد منه حتى بعد انتهاء الجائحة ! وقد كتبت مطلع الأسبوع أن الوزارة استفادت من خبرة الفصل الدراسي الماضي للتخطيط لفصل دراسي أكثر جودة وكفاءة، لكن منصة مدرستي وخطط العمل الموضوعة لتحسين كفاءة الأداء وجودة التعليم عن بعد فاقت توقعاتي، وتستحق الإشادة، فالظرف الاستثنائي الذي فرض التعليم عن بعد شكل الحافز لتحقيق النجاح وتحدي الذات ! بقي أن أشير إلى أن نجاح التعليم عن بعد مرتبط بدعم جهات أخرى، أولها قطاع الاتصالات الذي يجب أن يوفر الطاقة الاستيعابية للاستخدام المكثف من حيث كمية البيانات وعدد المستخدمين، وثانيها شركات الاتصالات التي ننتظر أن تسهم وطنيا واجتماعيا بتوفير الاستخدام المجاني لمستخدمي المنصة وقد فعلت ذلك خلال الفصل الدراسي الماضي، وكذلك الشركات الكبرى المتخصصة في توفير الكمبيوترات والألواح الذكية بأسعار مخفضة للطلاب، ومبادرات المحسنين لمنحها مجانا لغير القادرين على شرائها، وأخيرا شراكة أولياء الأمور الطلبة في تحقيق التركيز والتفاعل والالتزام ! K_Alsuliman@ [email protected]