أجد الخطة التي أعلنتها وزارة التعليم لبدء العام الدراسي الجديد منسجمة مع الواقع، فعودة الطلبة والطالبات إلى المدارس في ظل استمرار الجائحة وعدم وجود لقاح يقي الإصابة بالعدوى أمر محفوف بالمخاطر، ويهدد الجهود المبذولة للحد من معدلات انتشار العدوى والضغط على النظام الصحي ! وبإلقاء نظرة على تجارب بعض الدول التي أعادت فتح المدارس واستقبال طلبتها نجد أن عدد الإصابات زاد بين الطلاب والمعلمين وأسرهم، مما زاد من الضغط على النظام الصحي في تلك البلدان وسبَّب إخفاقاً لجهود محاصرة انتشار العدوى ونقوصاً لخطط التعافي والعودة للحياة الطبيعية ! وعندما حددت الوزارة 7 أسابيع لعودة التعليم عن بعد على أن يعاد تقييم الحالة قبل نهايتها، فإنها جعلت جميع الخيارات مفتوحة وحفزت القطاع التعليمي على أن يبقى في جاهزية تامة إما للعودة للدراسة الحضورية أو الاستمرار في التعليم عن بعد لمدة أخرى ! وأتوقع أن القطاع التعليمي بذراعيه العام والأهلي سيكون أكثر أهلية هذا الفصل الدراسي للتعليم عن بعد نظراً لاكتساب الخبرة وتقييم التجربة الماضية، كما أن توفير منصات تعليمية كمنصة مدرستي ستدعم أعمال كوادر التعليم في تحقيق النتائج المرجوة ! أعلم أن لا شيء يعوض التعليم الحضوري للطلاب في بيئة مدرسية تحقق معايير التحفيز والتركيز والتواصل المباشر بين المعلم والطالب، لكن الظرف الاستثنائي لجائحة كورونا غالب والتحدي يكمن في تحقيق النجاح في ظل الضغوط والمعوقات ! أخيراً من المهم مادياً ومعنوياً تقدير الجهود التي ستبذلها الكوادر التعليمية والإدارية، وأولياء الأمور والطلاب والطالبات لتجاوز هذه المرحلة الاستثنائية التي ستبقى في ذاكرة الجيل الحالي عنواناً للمثابرة والعزيمة ! K_Alsuliman@ [email protected]