هل أضحت مهنة «صحفي، إعلامي» مهنة من لا مهنة له؟ عشرات من المتوهمين اقتحموا الحقل بلا مؤهلات أو خبرة في الميدان أو حتى القدرة في التفريق بين الخبر والرأي ووجدوا في الفضاء المفتوح والمقاطع المصورة بمنصات التواصل فرصة للتمدد والانتشار تحت مسمى «مشاهير» وسط حيرة من الإعلاميين الحقيقيين الذين أفنوا حياتهم في الدراسة والتأهيل واكتساب الخبرات في مهنة البحث عن المتاعب. يقول رئيس الجمعية العربية للصحافة والإعلام (آرابراس) الدكتور طارق آل شيخان ل«عكاظ» إنه وبشكل عام فإن كل من يستخدم وسيلة إعلامية ويتخصص بها يطلق عليه مسمى إعلامي. وهذا بالمفهوم العام صحيح، ولكن نتيجة لتفرع مجالات الإعلام، فأصبح من الضروري الآن أن نحدد الصفة ونطلق اسم الوسيلة الإعلامية التي يستخدمها هذا الشخص، كي لا يجتمع الجميع تحت هذا المسمى، خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. كما يجب الآن تحديد الاسم المناسب لصاحب الوسيلة الإعلامية التي يتخصص بها هذا الشخص، فمن لديه (سناب) يمكن أن نطلق عليه (سنابي). ومن يستخدم (اليوتيوب) يطلق عليه (يوتيوبر). ومن يعمل بالصحافة صحفي، ومن يعمل بالتلفزيون فإنه مذيع أو مقدم. وأشار آل شيخان، إلى أنه يشجع إطلاق صفة الوسيلة الإعلامية على الشخص حتى لا تضيع صفته، وحتى يعطى كل ذي حق حقه، ويوصف كل شخص بالوسيلة الإعلامية المستخدمة، وإبعاد كلمة إعلامي عام المفهوم، فصفة إعلامي للمتخصص لا يحتاج لها أصلاً في ظل تعدد وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، ومن يحتاجها الآن هم الناشئون أو الطارئون، إذ يستخدمون المصطلح العام لإضفاء الشرعية على ما يقومون به من أعمال لا تمت للإعلام بصلة وحتى لا تختلط الأمور ببعضها البعض، فأنا أؤمن أنه يجب إطلاق صفة الوسيلة الإعلامية المحددة التي يستخدمها هذا الشخص. واستثنى رئيس الجمعية العربية للصحافة والإعلام من هؤلاء بعض نجوم السوشيال ميديا الذين يقدمون رسائل صحية وتربوية وأخلاقية ووطنية، وخلافهم يعد إحدى وسائل تدمير الأخلاق وتدمير الأسرة والنسيج الاجتماعي نظراً لما يقدمونه من تفاهات ومواد غير أخلاقية وقيمية ولا ترتكز على مبادئ الدين والمجتمع وذات هبوط بالذوق العام. «هؤلاء استغلوا الفضاء المفتوح ويبثون سمومهم ورسائلهم السيئة دون مراعاة للضمير ويساهمون أيضاً في تمييع الحياء والكرامة بغرس أفكار هدامة» ويناشد آل شيخان الجهات المعنية بسن قوانين تحدد ضوابط منح الرخص لهؤلاء، حتى لا يكون الأمر سائباً، وأي مشهور يجب عليه الالتزام والتعهد بعدم بث مقاطع غير أخلاقية أو تافهة، والتشديد عليهم حتى تتم محاصرتهم ومنعهم من الاستمرار بمثل هذه الممارسات الهابطة على أن ندعم ونقوي محتوى ورسائل أصحاب الفكر والقيم المجتمعية والوطنية. وعلى الجمهور المتلقي مسؤولية التصدي لمشاهير التفاهة والتهريج والتسفيه ونقد محتواهم، أو إلغاء متابعتهم والتصدي لهم من خلال حملات ورسائل مضادة، ببث مقاطع تفند أكاذيبهم وتفند مساوئ محتواهم.