أصبح تحول مشاهير مواقع التواصل إلى الإعلام أمراً مألوفاً، بل هذا المسار الطبيعي للكثير منهم، يكتسب شهرته من شاشة "الجوال" ويتوجّها على شاشة التلفزيون، دون أي مجهود يُذكر! وبرغم ذلك فمن المستحيل أن تجد مشاهداً واحداً يطلق على أي منهم لقب مذيع، بل يناديه كما اعتاد عليه في مواقع التواصل، أي أن تحول هذا المشهور إلى "مذيع" لم يكن مقنعاً ولذلك ما زالوا جميعاً مجرد "مشاهير سناب شات". أما بالنسبة لحالة الصدام التي يعيشها أولئك المشاهير مع أهل الإعلام أنفسهم فلقد أصبحت حالة صدام يومية، وهو ما يحدث مع أهل أي مهنة على وجه الأرض، أصحاب المهنة يرون أي غريب عنها ليس أكثر من دخيل، فكيف إذا كان هذا الدخيل شخصاً خرج من فوضى هذه التطبيقات وغالباً ما يكون اكتسب شهرته بأسوأ الطرق وأكثرها سطحية واستفزازاً. معظم هؤلاء المشاهير ممن اقتحموا شاشات التلفزيون والإذاعات بشكل مفاجئ دون تأهيل أو معطيات مقنعة أو لائقة ولو بنسبة 30 % على أقل تقدير، لا يقبلون أي نوع من أنواع الانتقاد، بل على العكس، يعتبرون الانتقاد مؤامرة، ورفض أهل الإعلام لوجودهم غيرة وحسداً، ويطالبون بفرصة ثانية وكأنهم يستحقونها، متناسين أن المنصات لا تحتمل أشخاصاً خرجوا من قاع مواقع التواصل بعدما امتلأت فضاءات الإنترنت بمقاطع أو صور هم أنفسهم يعتبرونها مع مرور الوقت مسيئة، بدليل أن أي أحد يستخدم تلك المقاطع عند الحديث عنهم يهددونه باللجوء إلى القضاء واتهامه بالتشهير!. الجمهور بدوره يرفض ما يرفضه أهل الإعلام، والدليل أنه وحتى اليوم لم يخرج مشهور واحد على الأقل من مواقع التواصل ليتحول إلى مذيع ناجح، وجميع من فعلوا ذلك عادوا إلى مواقع التواصل خاسرين، فإما أوقفت برامجهم بسبب سوء المحتوى، أو لم يتم تجديد التعاقد معهم بسبب سوء إدارتهم للأمور على الهواء وافتقادهم للمهارات المطلوبة، أو لأن تلك الإذاعات والفضائيات لم تحتمل نبرة الاستنكار التي سألتهم بها الصحافة عن أسباب وجود أولئك المشاهير بمؤسساتهم!. أما عن الأسباب التي تجعل المشاهير يفكرون بالتحول إلى "الإعلام" من الأساس بعد شهرة تطبيقات التواصل، فهو بلا شك "البريستيج" والتقدير الذي يفتقدونه في تلك التطبيقات، حيث يعي معظم أولئك المشاهير أن منصتهم تحولت إلى نقطة لتجمع "فاقدي الموهبة" وأن جماهير تلك المنصات متغيرة. Your browser does not support the video tag.