هل تأخرت النيابة العامة في ملاحقة المتعصبين الرياضيين الذين تجاوزوا نشر التعصب إلى الطعن في الذمم دون بينة ؟! نعم تأخرت كثيرا، فمثل هذه الرسالة كان يجب أن توجه للوسط الرياضي منذ سنوات بعد أن تجاوز البعض حدود النقد وباتوا يمشون في أزقة وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات البرامج الرياضية ينثرون الكراهية ويوزعون الاتهامات دون حساب ! أما المثير للسخرية فهو أن بعض من مارسوا هذا الفعل طيلة حياتهم كإعلاميين أو مشجعين تلقفوا بيان النيابة العامة وكأنه خطبة وصعدوا المنابر ليعظوا الآخرين بينما هم أكثر من يستحق أن يقذف بالحجر ! لوقت طويل لم أفهم سبب السماح للتعصب السلبي في الإعلام الرياضي ووسائل التواصل الاجتماعي بالتمادي دون أن تتدخل جهة لردعه أو تحديد ضوابط له حتى لا يخرج عن السيطرة، خاصة مع تصدر بعض المتطرفين في تعصبهم الرياضي للمشهد، وبحت أصوات وجفت أحبار في التحذير من التأثير السلبي العميق للتعصب الرياضي المفرط على جيل الشباب وصغار السن وتعارضه مع الأهداف السامية للتنافس الرياضي، لكن للأسف لا مؤسسة الإعلام الرسمية ولا اتحاد الإعلام الرياضي نجحا في كبح جماح التعصب! أما القائمون على القنوات التي تبث البرامج الرياضية فقد آثروا جذب الأضواء لبرامجهم على حساب المعايير المهنية والأخلاقية، حتى وإن كانت أضواء ساطعة حارقة ! باختصار.. حماس التشجيع الرياضي شيء، والتعصب الأعمى شيء آخر خاصة عندما يكون على حساب المعايير المهنية والأخلاقية.. والقانونية ! K_Alsuliman@ [email protected]