برهن المتعصبون الدينيون والرياضيون على أنهم الأشد بعدا عن الموضوعية والمنطقية والمهنية عند تناول الموضوعات المتعلقة بجماعاتهم ومشايخهم، وأنديتهم ونجومهم المفضلين ! فهم يقدسون رموزهم ونجومهم، ويتقبلون منهم كل رأي وفعل مهما بدا خاطئا أو مخالفا، وينبرون للدفاع عنهم ونصرتهم ظالما أو مظلوما، وفق المفهوم الظاهر للعبارة وليس العميق كما جاء في الحديث النبوي الشريف ! وإذا كان التعصب الديني قد قاد في حده المتطرف إلى نشوء أفكار وجماعات التكفير والإرهاب والقتل والتدمير مخالفا مبادئ الرحمة والسماحة التي جاءت بها الأديان، فإن التعصب الرياضي في حده المتطرف قد قاد إلى الاحتقان والكراهية والفرقة وكل ما يخالف أهداف ومعاني الرياضة ومبادئ وروح التنافس الشريف ! وقد يعذر المرء المتعصبين الجهلة الذين يسهل التأثير في عقولهم والتحكم بعواطفهم، لكن أعجب عندما أجد متعلمين يبرزون في ميادين أعمالهم ونشاطاتهم المتخصصة يتحولون إلى متعصبين جهلة عندما يتعلق الأمر بأنديتهم ونجومهم المفضلين، فيتجردون من كل قيمة علمية أو مهنية أو حتى أخلاقية في التعاطي مع ميولهم ومخالفيهم ! وإذا كانت الأنظمة والقوانين قد حاصرت خطاب الكراهية والتعصب والتطرف في المجال الديني لتجفيف منابع التطرف الديني ومحاصرة أنشطته المدمرة للمجتمعات، فإن محاصرة خطاب الكراهية والتعصب والتدليس والكذب والإساءة في الميدان الرياضي مهم أيضا، لأن المستهدف هنا وهناك العقول، والنتيجة هنا وهناك تمزيق المجتمع ! وربما كان الحل في معالجة انفصام الشخصية الذي يصاب به البعض عندما تغلبه ميوله ! K_Alsuliman@ [email protected]