على رغم قيام أكثر من 120 دولة بفرض إلزامية ارتداء قناع الوجه (الكمامة)، باعتبارها وسيلة ناجعة لكسر سلاسل تفشي وباء كوفيد-19، الذي يسببه فايروس كورونا الجديد، إلا أنك يندر أن ترى شخصاً يرتديها في أمستردامبهولندا. وتقول الحكومة الهولندية إن علماءها أبلغوها- بعد اطلاعهم على البيانات والأدلة- بأنهم توصلوا إلى عدم وجود دليل قاطع يؤيد فائدة ارتداء الكمامة. ورأوا أن ارتداءها قد يلحق ضرراً كبيراً باستراتيجية البلاد لدحر كوفيد-19. وقال المتحدث باسم المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة الهولندي كوين بيريندز إنه ليس ضرورياً أن يرتدي المواطنون غطاء الوجه في الأماكن العمومية. ويثير الموقف الهولندي قلقاً في أوروبا، حيث قررت بريطانيا، وأسكتلندا، وألمانيا، وبلجيكا، وفرنسا إلزامية ارتداء الكمامة خارج المنزل، وسط مخاوف من أن أوروبا وأرجاء العالم الأخرى توشك على التعرض لموجة ثانية من وباء كوفيد-19. وكان فريق إدارة أزمة التفشي الوبائي الذي يقدم المشورة العلمية للحكومة الهولندية توصل إلى تلك الخلاصة منذ مايو الماضي. وأعاد تقييم موقفه منها الأسبوع الماضي. ولم يغير شيئاً من موقفه. ويقول أعضاء اللجنة إن التدابير الأكثر نجاعة في كبح التفشي، وخفض عدد الوفيات تتمثل في غسل اليدين بانتظام، والحفاظ على التباعد الجسدي بواقع 1.5 متر، والبقاء في المنزل عند ظهور أعراض الإصابة بكوفيد-19. لكن هولندا تجبر مستخدمي وسائل النقل العمومي على ارتداء قناع الوجه، بدعوى أنه في مثل تلك الوسائل يستحيل الحفاظ على التباعد الجسدي. وقال عضو الفريق أستاذ الأمراض المُعدية بجامعة ماستريخت كريستيان هوب إنه لا ينبغي النظر إلى أقنعة الوجوه باعتبارها «طلقة سحرية» قادرة على وقف تفشي الوباء. وزاد: الأدلة في شأن جدوى الكمامة متناقضة. ونعتقد أن الناس يجب أن يأخذوا حذرهم، لأنها تعطيهم إحساساً زائفاً بالحماية، فيتجاهلوا التباعد الجسدي نتيجة لذلك. وهو أمر سالب جداً.