ذكرت دراسة أجراها علماء معهد اقتصاديات العمل الألماني، الذي يوجد مقره في بون، إن بإمكان الكمامة أن تخفض احتمالات الإصابة بفايروس كورونا الجديد بنسبة 40%. وأجريت الدراسة في أماكن عمل تحض عمالها ومرتاديها على ارتداء قناع الوجه. وكانت متاجر بلدة جنا الألمانية تبنّت إلزامية ارتداء الكمامة منذ 6 أبريل 2020. ومنذ ذلك الوقت اختفت الإصابات في هذه البلدة الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها على 108 آلاف شخص. وأشارت الدراسة إلى أن المناطق المجاورة لجنا تبنت ارتداء الكمامة بعد ذلك بأسابيع ظلت تعاني من تسجيل إصابات يومية مرتفعة ويعتقد بأن هذه الدراسة هي الأولى التي توفر أدلة ميدانية على قدرة الكمامات على كبح تفشي فايروس كوفيد-19. وقال معدّو الدراسة إن الأمر يحتمل الاختلاف من بلد لآخر، وبحسب أنواع الكمامات الشائعة. ويجمع العلماء، بعد طول شقاق، على أن الكمامة تستطيع حماية مستخدمها فعلياً. فقد اتفقوا بغير استثناء على أن فايروس كورونا الجديد يتفشى بشكل رئيسي من خلال القطيرات المتناثرة في الهواء، التي تصدر عن المصاب، إذا سعل، أو عطس، أو حتى لو تكلم. فإذا صادفت إحدى تلك القُطيْرات فم، أو أنف، أو عينيْ شخص قريب، بشكل مباشر، أو بمصافحة شخص لم يغسل يديه جيداً، أو بمس الأسطح، فإنها تنقل له العدوى. وحين يرتدي الشخص كمامة، أو قناع وجه، فإن تلك القُطيرات تعلق في الكمامة، ولا تعود لتسبح في الهواء. ولهذا تؤكد الأدلة العلمية أن ما قد يصل إلى ثلث عدد الإصابات بالفايروس ينقله للآخرين أشخاص لم تظهر عليهم أي أعراض لكوفيد-19. وطبقاً لهذه النظرية، فإن ارتداء الكمامة يقي الشخص غير المصاب من العدوى. وأضحت بعض الصحف ودور النشر تصدر صفحاتٍ وكتباً لتعليم الناس كيفية صنع الكمامة في المنزل، فيما يزعم كارهو القناع أن ارتداءه يقطع نفسهم، ويعوق انسياب الأكسجين إلى دمهم. ويذهب بعضهم إلى الزعم بأن الكمامات تسبب ضرراً في الدماغ! وقال الطبيب العمومي الآيرلندي مايشيو أوتواثهيل إنه استقبل عدداً من مرضاه وهم فزعون من فكرة ارتداء الكمامة، بعدما أضحى إلزامياً في الجمهورية الآيرلندية اعتباراً من الأسبوع الماضي. واقترح عليه أحد مرضاه أن يصور مقطعاً مرئياً يثبت فيه عدم صحة تلك المزاعم بشأن الهواء المتجه إلى الدم. وقام أوتواثهيل بتصوير نفسه وهو يختبر انسياب الأكسجين، مرتدياً 6 كمامات في آنٍ واحد، وأمامه جهاز قياس مستوى الأكسجين في الدم (أوكسميتر). وبقي المستوى عند 99%. كمامتا«حلّاقيْ مينيسوتا» حمتا 140 زبوناً ! أكد الطبيب العمومي الآيرلندي مايشيو أوتواثهيل أنه لا يهم إن ارتدى الشخص كمامة واحدة أو عشراً، لمدة دقيقة أو طوال ساعات اليوم؛ فإن مستوى الأكسجين في دمه لن يتغير. وقالت إحدى زميلاته، معلِّقة على الفيديو، إنها ارتدت كمامة ساعات عدة أثناء قيامها بجراحة في غرفة العمليات، ولم يتغير مستوى الأكسجين في دمها. وأوضح أوتواثهيل أن ارتداء كمامة من القماش المنزلي لا يمنع تدفق الأكسجين، لأن الأكسجين عبارة عن جزيئات دقيقة جداً يمكنها التسلل من أي شيء يضعه الإنسان على وجهه. وزاد أنه حتى بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الربو، والانسداد الرئوي المزمن فإن ارتداء القناع لن يقلل كميات الأكسجين الذي يتنفسونه، فهم أصلاً بسبب حالتهم المرضية ينحدر لديهم مستوى الأكسجين لنسبة 92%، فإذا ارتدوا القناع فهو لن يخفض ذلك المستوى بأية حال. وأشار موقع (ذا إنسايدر) الإخباري الأمريكي إلى حادثة حلاقيْن في ولاية ميسوري أصيبا بكوفيد-19، وحلقا شعر 140 عميلاً لصالونهما. لكن أياً من أولئك العملاء لم يُصَبْ. لماذا؟ لأنهما ارتديا غطاء الوجه طوال عملهما.