بعد السجال حول الكمامة، وقناع الوجه... ها هو ذا كبير خبراء الأمراض المُعدية الأمريكي الدكتور أنطوني فوتشي يطالب الناس بارتداء أقنعة شفافة أو نظارات الغطس لحماية الأعين من خطر العدوى بفايروس كورونا الجديد. وقال فوتشي الليل قبل الماضي إن الفايروس يتسلل إلى الجسم من خلال الأنف، أو الفم، أو العينين. وأبلغ فوتشي سبكة «ايه بي سي نيوز» بأنه إذا كان المرء يمتلك درعاً للأعين، أو نظارات الغطس (قوقلز) فيجب عليه أن يستخدمها. ومع أن الشائع هو أن الفايروس يُعدِي من خلال القُطيْرات التنفسية المتطايرة من سعال أو عطس مصاب أمام شخص سليم؛ إلا أن ثمة أدلة متزايدة أن تلك القطيرات الدقيقة تخرج حتى من الكلام العادي، والتنفس، وتتفشى. ويمكنها أن تصادف العين، أو الفم، أو الأنف لتتسلل إلى داخل الجسم. وإذا سقط أي من تلك القطيرات على يد الإنسان فهي لن تصيبه بمجرد ملامستها بشرته، ولكن بعد أن يلمس بيده عينه، أو أنفه، أو فمه. وعلى رغم أن مناظير الغطس ليست محكمة التثبيت حول العين، إلا أن الدكتور فوتشي يؤكد أنها توفر قدراً ملائماً من الحماية ضد الفايروس. وكان الأطباء قد أكدوا مراراً منذ اندلاع نازلة كورونا وجود الفايروس في الأعين. وخلصوا إلى أن احمرار الأعين قد يكون من بين الدلائل على إصابة الشخص بالفايروس الجديد. وأثار ذلك جدلاً لم يحسم بعد بين الأطباء في شأن ما إذا كان ممكناً أن تنتقل العدوى للإنسان من خلال دموعه الطبيعية! وأوضح فوتشي أن العلم لم يحدد بوجه قاطع الدور الذي يمكن أن تقوم به القُطيْرات التنفسية التي تعلق في الهواء ملوثة بجزيئات الفايروس. لكنه قال إنه يحسن بالناس أن يغطوا وجوههم. وأضاف أنه في كل حال لا بد من الحرص على ارتداء الكمامات لوقاية مضمونة من العدوى. وفي سياق متصل؛ وجهت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس جميع النواب بارتداء الكمامات أثناء جلسات المجلس. ويأتي ذلك بعد تشخيص إصابة عضو جمهوري في مجلس النواب الأمريكي بفايروس كورونا الجديد. وقالت بيلوسي إنه لن يسمح لأي نائب بدخول المجلس من دون كمامة. وعرف عضو المجلس الجمهوري لويس غوميرت (من تكساس) بمعارضته الشديدة ارتداء الكمامة. وكان قد حضر جلسة المجلس أمس الأول التي تم خلالها استجواب النائب العام بيل بار، الذي تقرر إخضاعه للفحص أمس. وعلى صعيد آخر؛ أعلن مركزا الحد من الأمراض الأمريكي والأوروبي أمس إرشادات جديدة تطالب الناس بعدم استخدام القفازات، باعتبار أنها لا توفر حماية تذكر من عدوى فايروس كوفيد-19. وحذرا من أن القفازات يمكن أن تتسبب في تفشي الوباء، وليس وقفه. وقالت االمديرة الطبية بمستشفى جامعة شيكاغو أليسون بارتليت أمس إن القفازات ليست بديلاً من عادة غسل اليدين بالماء والصابون. وأضافت أن القفازات يمكن أن تتلوث، ولذلك لا بد من غسل اليدين بعد نزعها. وزادت أن ارتداء القفازات يعطي الناس شعوراً مزيفاً بالأمان، وهم لا يعلمون أنها سريعة التلوث، ويمكن أن تتسبب في نقل عدوى الفايروس. الموز الفلبيني.. أفضل «كمامة» لحمايتك !قد تحل ألياف شجرة الموز الفلبيني (أباكا) محل البلاستيك الذي يستخدم في صنع الكمامات وأزياء الكوادر الجراحية. وتستخدم ألياف الموز الفلبيني في أنواع أكياس الشاي وأوراق النقد، باعتبار أنها بذات قوة البوليستر، لكنها تمتاز بأنها تتحلل وتتلاشى خلال شهرين. وكان تفشي وباء كوفيد-19 قد أثار سخط الجماعات البيئية المناهضة لاستخدام البلاستيك الذي لا يتحلل مئات السنوات. وأظهرت دراسة أجرتها وزارة العلوم والتكنولوجيا الفلبينية أن ألياف شجرة الأباكا تقاوم الماء أكثر من كمامة N95 الطبية. كما أنها مخلوقة بعدد ضئيل جداً من الفتحات التي تدخل ضمن المعايير التي حددتها الجهات الأمريكية المختصة للمصافي التي تمنع تسلل الجزئيات الخطيرة. وذكر مسؤول فلبيني أن الطلب على ألياف الأباكا للاستخدامات الطبية ارتفع من أقل من 1% في عام 2019 إلى أكثر من 10% خلال الشهر الجاري.