عشرات الأسئلة طرحت بعد حادثة تفجير المنشأة النووية الإيرانية (نطنز) مؤخرا حول الطريقة التي وقع بها الانفجار، حيث تم طرح عدة فرضيات منها؛ فرضية تعرض المنشأة لهجوم عبر طائرات مسيرة، ما أدى إلى الحجم الضخم من التدمير الذي لحق بوحدة (نطنز) لتطوير وتجميع أجهزة الطرد المركزي، وهو ما ظهر جلياً من صور الأقمار الصناعية لحجم الضرر الذي لحق بالمنشأة. خبراء عسكريون استبعدوا هذه الفرضية لصعوبة اختراق الطائرة الأجواء الإيرانية، بسبب رصد الرادارات العسكرية للطائرات المكثف، حيث يقع موقع (نطنز) تحت المراقبة الدائمة من خلال منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ولا سيما أن منظومة S-300 منصوبة في نقاط متعددة وبالقرب من الحدود وفي المراكز الأكثر حساسية، ما يجعل من فرضية الغارة الجوية ضعيفة. ولكن ماذا عن فرضية الضربة السيبرانية حيث ظهرت قوة هذه الحرب بشكل قوى منذ بداية عام 2020، إذ يؤكد الخبراء في الحروب السيبرانية أن فرضية الهجوم على منشأة نطنز هي الأكثر ترجيحا عبر الهجوم السايبري. وإذا أمعنا في ما نشرته (نيويورك تايمز) مؤخرا التي نقلت عن عضو في الحرس الثوري الإيراني لم تسمه قوله إن شخصا ما نقل قنبلة إلى المبنى تسببت في التفجير، مستبعدا فرضية الاستهداف عبر صاروخ كروز أو طائرة دون طيار، كما أن مسؤولا استخباريا شرق أوسطيا لم تسمه الصحيفة أكد لها أن العملية تمت من خلال زرع عبوة ناسفة شديدة الانفجار داخل المنشأة النووية؛ فإن هذه الفرضية لا يمكن استبعادها، إضافة إلى دعم ذلك بالضربة السايبرانية التي تعتبر مكملة للعمل الميداني مع وجود عناصر أمنية داخلية داعمة من الداخل، وهو ما ينطبق أيضا على الانفجار بالقرب من مركز الصناعات الصاروخية في خجير، حيث إن مشاهدة أعمدة دخان وحجم التخريب الذي حصل في المكان تشير لانفجار شديد هناك. وتظل الفرضيات مفتوحة حتى يقطع اليقين ما ذهبت إليه الفرضيات. وتظل نظرية الاختراق الأمني والضربة السيبرانية الأرجح حتى الآن.