يوماً بعد يوم، يتصاعد التوتر بين تركيا وأوروبا، وتبدو العلاقات بين حلفاء الأطلسي في طريقها إلى التعقيد والدخول في أزمة مستحكمة، إذ جددت فرنسا انتقاداتها الحادة لأنقرة، متهمةً إياها مساء أمس الأول، بنقل متطرفين إلى طرابلس وتأجيج النزاع. واتهم الرئيس إيمانويل ماكرون نظام أردوغان بتوريد المتطرفين إلى ليبيا بكثافة، واصفاً تدخله بأنه «إجرامي»، وانتقد ما وصفه بازدواجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ما يتعلق بمرتزقة بلاده العاملين في ليبيا. وقال ماكرون: أعتقد أنها مسؤولية تاريخية وإجرامية لبلد يزعم أنه عضو بحلف شمال الأطلسي. وتدهورت العلاقات بين فرنساوتركيا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب عدة ملفات؛ أبرزها ليبيا وشمال سورية والتنقيب في شرق المتوسط. وفي تأكيد على تدهور علاقات أنقرة مع أوروبا، هاجمت تركيا الاتحاد الأوروبي أمس (الثلاثاء)، ملوحة من جديد بابتزازه عبر ملف المهاجرين واللاجئين. وانتقد وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر بروكسل الرابع لدعم مستقبل سورية ودول المنطقة أمس، زاعما أنه لم يفِ بتعهداته بشأن اللاجئين السوريين، وإعادة توطينهم. واتهم اليونان بإعادة اللاجئين إلى البحر، وإغلاق حدودها. وفجر ملف اللاجئين السوريين توتراً كبيراً بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، الذي اتهمها بابتزازه، مؤكداً أن تركيا تستخدم تلك الورقة لابتزاز الدول الأوروبية، وتحقيق أغراض سياسية. من جهة أخرى، يبدو أن مؤيدي أردوغان لم يجدوا غير «التخوين» وسيلة للرد على عدد الذين سجلوا «عدم إعجابهم» بفيديو وكلام الرئيس قبل يومين. ووصف أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية الذين لم يعجبهم كلام أردوغان بأعداء البلاد والخونة. وقال رئيس بلدة بيليكدوزو المنتمي للحزب مجاهد بيرينجي، في تغريدة «إنهم يهاجمون فيديو رئيسنا عبر حسابات مفبركة». وأضاف: «يا أعداء تركيا! لن تنجحوا في هذا الطريق، بل ستنتظركم الخسارة».