على مدار 3 ساعات رافقت «عكاظ» فيها الفرق الطبية في الخطوط الأمامية لمواجهة تفشي فايروس كورونا، رصدت خلالها استنفارا غير مسبوق للتصدي للجائحة، وتبذل الفرق جهودا مضنية في علاج المصابين والمخالطين إلى جانب استقبال حالات الاشتباه والتعامل معها بلا كلل ولا ملل على رغم ما يتعرضون له من الضغط النفسي والبدني، مرتدين البدلات الواقية والأقنعة أثناء مكافحة الوباء والسهر من أجل راحتهم ورعايتهم والاطمئنان عليهم. ووقفت «عكاظ» في مركز الخشابية الصحي، الذي يعد أحد المواقع الذي حددته صحة جازان لإجراءات الكشف على الحالات المشتبه بإصابتها بفايروس كورونا، على التجهيزات الطبية الكبيرة من الكوادر والأجهزة الطبية لاستقبال الحالات بداية من دخول المريض إلى بوابات المركز حتى أخذ العينة منه وإرسالها إلى المختبرات لتحليلها. وكشف الكادر الطبي أن الحالات التي تم تسجيلها تعود إلى أشخاص انتقل إليهم الفايروس عن طريق المخالطة والتجمعات العائلية، إضافة إلى قدوم عدد منهم من خارج المنطقة، وأكثر الحالات التي تم تسجيلها تعود إلى تعرض مجموعة من الأشخاص إلى العدوى نتيجة الاجتماع في مجلس عزاء. وقال عدد من الأطباء والممرضين إن بعضهم لا يجدون متسعا من الوقت للذهاب إلى منازلهم بسبب طول المناوبة في العمل، أو لخوفهم من نقل العدوى إلى عائلاتهم، مشيرين إلى أن الكمامات والأقنعة التي يرتدونها تترك أثرا واضحا على الوجه بسبب ارتدائها مدة تصل إلى 6 ساعات أو أكثر، فيما اقتصرت علاقة البعض منهم، والذين يتمتعون بإجازات قصيرة مع عوائلهم، على زيارات خاطفة عن بعد، دون احتضان أطفالهم أو لمسهم. وطبقا لعدد من المراجعين للمركز، اعتذروا عن عدم نشر أسمائهم، قالوا إنهم قدموا إلى المركز بعد شعورهم بارتفاع في درجات الحرارة وأعراض تنافسية، حيث قدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة واخذ عينات منهم من الكوادر الطبية، وحثهم على عزل أنفسهم في منازلهم وعدم المخالطة إلى حين ظهور التحليل. وقالت المشرفة على قسم «تطمن» في مركز الخشابية الصحي الدكتورة هنادي الصم، إن المركز يستقبل الحالات التي تعاني من ارتفاع الحرارة والأعراض التنفسية، ويتم استقبال المريض وإخضاعه للتقييم من موظف الفرز، مشيرة إلى أن المركز يشهد إقبالا ملحوظا ممن لديهم أعراض و ارتفاع الحرارة والتي قد تكون غالبها حالات طبيعية. وأضافت أن الهدف من عيادة «تطمن» هو اكتشاف الحالات التي توجد لديها أعراض ليتم تقديم العلاج وسيكون، هناك مسح نشط في الفترة القادمة.