قاد الإعلام العالمي معركة فايروس كورونا كونه صانع الحدث والرواية، وأدى ذلك لحدوث صدامات وحروب كلامية بين الدول الكبرى، ولن يعرف أحد في هذه المرحلة المبكرة إن كان الإعلام العالمي أحد ضحايا الأزمة أم العكس.. مرت أكثر من خمسة أشهر منذ أن استيقظ العالم على تفشي كورونا، الذي أدى لحدوث متغيرات لم نشهدها حتى في فترات الحروب؛ من إغلاق كامل للحياة وتوقف عجلة الإنتاج. وقد يرى بعض الخبراء أن دور الإعلام العالمي في هذه الأزمة لم يكن دورا محايدا، كونه تداخل مع المصالح السياسية وظهرت الحروب الكلامية بين الدول، وساهم الإعلام في إذكائها خصوصا في ظل نقص الشفافية في بعض الدول، فيما تعامل الإعلام الرصين بمهنية عالية. الإعلام إلى جنب الصحة والأمن في هذه الأزمة، ظهرت منظومة الإعلام الرسمية السعودية جنباً إلى جنب الأطباء والطواقم الصحية ورجال الأمن الذين أصبحوا خط الدفاع الأول، ولعبت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وخاصة الإعلام الجديد ومنصاته الرقمية دوراً جوهرياً، فهي المصدر الأول للمعلومات، والإعلاميون هم الذين غامروا كل يوم لنقل آخر الأخبار حول العالم. وهذا ماحدث قولاً وفعلاً في المملكة في تماهٍ وتنسيق لمواجهة وباء العصر.. المكاشفة المرحلة الأهم وليس هناك رأيان أن الجائحة كشفت ما تملكه منظومة الإعلام الرسمية والصحف والقنوات والإعلام السعودي بشكل عام من قدرات مهنية تماهت سريعا مع بعضها البعض، واضعين في الاعتبار أن وقع الجائحة كان ضخماً وتأثيرها غير مسبوق ليس فقط على المملكة بل على العالم، كون هذه التجربة الإعلامية هي الأولى لمنظومة الإعلام الرسمي في التعامل مع فن إدارة الإعلام الوبائي الذي يشكل خطورة أكبر من سقوط قنبلة نووية على أي دولة في العالم على غرار ما حدث في هيروشيما. المصداقية توفير المعلومة وكون تجربة التعامل مع الأزمات الوبائية العالمية تُبنى على المعلوماتية والشفافية في إعطاء المعلومة في حينها، وأضحى المجتمع السعودي والمقيمون يتابعون عبر القنوات الإعلامية الرسمية لاستقاء المعلومات من مصدرها دون الحاجة لوسائل إعلامية أجنبية أخرى، حيث تعاملت وزارة الإعلام بالتعاون مع وزارة الصحة من خلال المركز الإعلامي بصراحة وشفافية، وبرهن ذلك جودة المنتج والتغطيات التلفزيونية الحية، وخصوصاً قناة الإخبارية التي كانت على قدر الحدث رغم محدودية إمكاناتها، وبحسب خبراء الإعلام المرئي تصدرت القناة المشهد من خلال التغطية الشاملة، إلى جانب التلفزيون السعودي ووكالة الأنباء السعودية التي أظهرت تفاعلاً غير مسبوق مع الحدث العالمي. ليس لدينا شيء نخفيه كما جاءت فكرة الإيجاز الإعلامي لتكون باكورة العمل التكاملي الإعلامي بين القطاعات والوزارات المعنية؛ فضلاً عن دور متحدثي الجهات الحكومية الفعال في التوعية المجتمعية والاستجابة وإعطاء معلومات إضافية حول المراسيم الملكية الصادرة أو القرارات الوزارية المختلفة ومحفزات الدعم الاقتصادي، ونجحت هذه الوسائل الإعلامية الرسمية في تحفيز المواطنين على التحوط والاحتراز وخلقت أجواءً تكاملية موحدة؛ حيث تعاملت المنظومة الإعلامية الرسمية بناءً على مفهوم «ليس لدينا شيء نخفيه». ما بعد الجائحة.. السؤال الجوهري وقد يكون من المبكر قياس مدى نجاح منظومة الإعلام الرسمي في التعامل مع الجائحة في هذه المرحلة، إلا أن المؤشرات الأولية تفضي إلى مخرجات أهمها الدقة الإعلامية المبنية على المعلومات والبيانات الصحيحة والأرقام المحدثة للمصابين والمتعافين والإجابات الشفافة للمتحدثين حول مدى السيطرة على الوباء إلى جانب المصداقية التي كانت رافدة العمل الإعلامي، وسيبقى السؤال مطروحا حول إستراتيجية المنظومة في مرحلة ما بعد الجائحة. الصحة والإعلام صنوان وليس هناك رأيان أن إنشاء غرفة عمليات إعلامية في الوزارة تعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع وزارة الصحة تشارك فيها أكثر من 60 جهة حكومية تتقدمها وزارتا الصحة والداخلية، كان بداية التموضع الجديد للوزارة بالتنسيق والتكامل مع وزارة الصحة وإنتاج آلاف الأخبار المحلية والدولية عبر وكالة الأنباء السعودية مع الترجمة إلى اللغات المخلتفة وبث الآلاف من الصور عبر موقع (واس) ومواقع التواصل التابعة له إلى جانب المئات من الأنفوجرافيك والفيديوهات، إلى جانب مخاطبة المقيمين وفق عدة برامج موجهه لهم: كان له دور في صناعة التكامل الإعلامي.. ونحن في هذه القراءة البحثية نطرح وجهات نظر كل الأطراف بشفافية، بما في ذلك رأي الوزارة، لكي نستطيع تكوين رأي عام يساعد صناع القرار في المنظومة الإعلامية للاستفادة من هذه التجربة والتقدم نحو الأمام باستكشاف مناطق الضعف وتعزيزها نقاط القوة واستمرار سياسة المكاشفة. ويبقى السؤال مفتوحا ونتطلع إلى تجارب الكتاب والإعلاميين لإثراء الحوار حول كيف نستطيع سرد قصص النجاح للعالم. كيف يقيّم الخبراء تعامل الإعلام مع الأزمة ؟ المصداقية سر نجاحكم.. ولكن.. ! لم يكن من السهولة التعامل مع جائحة كورونا العالمية إعلامياً بسبب سرعة انتشار الوباء، ما أدى لسرعة تدفق المعلومات والأداء الإعلامي لوضع الرأي العام أمام حقيقة المشهد الإعلامي دون مبالغة أو تخويف أو خداع لتكون الرسالة الإعلامية ذات مصداقية وشفافة. كيف يرى خبراء الإعلام في الخارج تعامل المنظومة الإعلامية مع الأزمة التي كانت اختبارا حقيقيا للمنظومة كاملة؛ كونها التجربة الإعلامية الأولى للتعامل مع جائحة عالمية وإعلاما وبائيا لم يتم التعامل معه أو تجربته في المملكة. يقول رئيس تحرير قناة الهجرة الماليزية سابقا البروفيسور إيزلان بصار إن المملكة استطاعت التعامل وفق البروتوكول الطبي العالمي، وتم تشكيل لجنة عليا برئاسة وزارة الصحة وعدد من القطاعات من أجهزة الدولة. وكانت وزارة الإعلام هي المحور الرئيسي في إدارة الإزمة إعلاميا بالتنسيق المباشر مع وزارة الصحة وتم تجاوز الصدمة الأولى التي حدثت للمجتمعات في العالم، والمجتمع السعودي من الناحية الاعلامية وإرسال رسائل الاطمئنان بقدرة الدولة في التعامل مع الأزمة وضرورة الاحتراز والتحوط والالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية قولاً وفعلاً إلى جانب توفير الاحتياجات الصحية والغذائية وتقديم محفزات للقطاع الخاص وبدء التطبيق لمنع التجول وإغلاق المدن والتعامل بحزم وقوة. وأضاف بصار أن التعامل بشفافية ومصداقية كان مصدر النجاح، ولم يكن هناك تضارب في المعلومات كما تم نشر البيانات عن الجائحة أولا بأول وعدم إخفاء أي معلومة وانتظام الإيجاز الإعلامي ما ساهم بنجاح في إرسال رسالة المملكة للخارج، خصوصا أن ترجمة الإيجاز باللغة الإنجليزية كانت عاملا مهما في إيصال الرسالة للمقيمين. من ناحيته، يرى رئيس تحرير صحيفة ساج كي أواز الهندية (صوت الحقيقة) فيصل أحمد الذي عمل في عرب نيوز لمدة 25 عاما أن بعض وسائل الإعلام لجأت لنشر معلومات مغلوطة حول أعداد المصابين في بعض الدول مستذكرا لما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية التي نشرت تقريرا في الخامس عشر من شهر مارس 2020 زعمت فيه أن عدد المصابين في إحدى الدول العربية بلغ حوالى 19 ألف شخص استنادا إلى نتائج دراسة كندية واتضح أن هذا الرقم غير صحيح، وهذا ما يطلق عليه الخبراء «الانحياز الإعلامي المسبق»، الذي يتجاهل الحقيقة ويسعى إلى اختلاق قصص إخبارية تروج لأفكار بعينها، وتوظيفها سياسيا. وتابع قائلا «هذا ما نأت عنه المملكة وتعاملت باحترافية مع حالة الفايروس في الخارج». وأضاف فيصل أن المطلوب في المرحلة القادمة التهيئة لنشر قصص النجاح في الخارج؛ كونها فرصة تاريخية مع اقتراب قمة العشرين. أما الخبير الإعلامي الاستراتيجي الهندي راميش بالان، الذي عمل في سعودي جازيت لمدة 28 عاما ويعيش حاليا في الهند، قال ل«عكاظ»: «بحكم تجربتي في الإعلام لعقود طويلة وفهمي التراكمي لطبيعة التحولات التي شهدتها وزارة الإعلام، وبمقارنة أداء الوزارة منذ عدة عقود وتعاملها في زمن الجائحة فإنه ليس هناك رأيان أن الأداء الإعلامي لوزارة الإعلام كان متغيرا مختلفا وإيجابيا رغم عدم وجود تجربة في التعامل مع الإعلام الوبائي». وتابع راميش قائلا «لقد أعادت وزارة الإعلام تموضعها بالكامل ورمت بثقلها ووضعت كل إمكانياتها وقدراتها مسخرة للأزمة؛ كون الحكومة حشدت كل جهودها للحفاظ على صحة وقيمة الإنسان، الأمر الذي أدى لنجاح التجربة السعودية عالميا، وهو الذي يحتم استثماره كاملا في الخارج وشرح كيفية إدارة المملكة، خصوصا أن المملكة من أقل دول العالم عددا في وفيات كورونا، وتوظيف ذلك في تعزيز صورة المملكة في الخارج وتعزيز رأس المال المعنوي للمنظومة السعودية في التعامل مع الجائحة العالمية». الشفافية تصدرت والتغطيات برزت وخطاب المقيمين انحسر يعتقد الدكتور سعيد قشاش الغامدي عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض في معرض رده على سؤال «عكاظ» إن منظومة الإعلام الرسمية نجحت في توحيد الرسائل في التعامل مع الجائحة، وأوقفت التشتت الذي كان يحدث في الماضي قائلا «المتابع للخطاب الإعلامي السعودي الرسمي يجد أن هناك تطورا كبيرا في مضمونه يختلف جذريا عما سبق هذه الجائحة». وتابع «قدم الإعلام السعودي الرسمي ما يؤكد قفزات كبيرة شهدها في التغطية المباشرة الميدانية وكذلك التغطية المتخصصة سواء الصحية أو الأمنية، وأصبحت القنوات الرسمية مصادر موثوقة للأخبار ومراجع ذات مصداقية عالية وللمواطنين حول أخبار واحترازات فايروس كورونا. الجائحة فرضت إيقاعا مختلفا وفي سؤال آخر إن كان يعتقد أن أزمة (كوفيد19) هي التي فرضت توحيد جهود الوزارة لمواجهة أزمة عالمية؛ أوضح الدكتور الغامدي أنه مما لا شك فيه أن الجائحة بجوانبها المخيفة قد فرضت واقعا على الأرض، ولكن جهود منظومة الإعلام الرسمي عملت في إطار جهود اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع الصحي لفايروس (كورونا)، مشيرا إلى أن جهود منظومة الاعلام تكاملت مع جهود الجهات الحكومية المشاركة من وزارات وهيئات حكومية أخرى. وأضاف أن الوزارة عملت ضمن إستراتيجية اللجنة العليا لابراز خطتها التنفيذية قولا وفعلا.. وأردف قائلا «إذا أخذنا الحملة السعودية (كلنا مسؤول) نجد أنها خرجت من غرفة العمليات الإعلامية لمواجهة كورونا والمنبثقة من لجنة التنسيق الإعلامي للجنة الرئيسة، وهي التي أعدت هذا الشعار الذي أصبح رمزا لكل الجهات الحكومية العاملة في الميدان في مواجهة فايروس كورونا المستجد. تشكيل الرأي العام الإعلامي وحول أين نجحت الوزارة في التعامل مع أزمة كورونا قال الدكتور الغامدي: في رأيي أن الوزارة نجحت بشكل كبير في إبراز الدور الذي قام به خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في مواجهة هذه الجائحة، وأعتقد أن خطاب خادم الحرمين عن الجائحة الذي ألقاه في 24 رجب الموافق 19 مارس والذي كان خارطة طريق للعمل الحكومي في مواجهة الفايروس والإعلام الوطني، جزء من تلك الخارطة. كذلك ساهمت القنوات السعودية في رفع الوعي العام تجاه خطورة موضوع كورونا، كما نجحت في تشكيل رأي عام موحد إلى حد ما تجاه هذه الجائحة وحشد الدعم والتأييد الشعبي لما تقوم به الجهات المعنية بمعالجة الجائحة من خطوات وسياسات وعقوبات تجاه الوباء، وكذلك دحض الشائعات التي تنتشر خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن المزج بين وسائل الإعلام التقليدية والجديدة؛ ممثلة في منصات التواصل الاجتماعي، أوصلت الرسائل إلى شرائح أكبر وخاصة الشباب. وفي ما يتعلق بحوانب التطوير المقترحة، قال «أعتقد أن الوزارة والجهات التي تعمل في الميدان كانت بحاجة أكبر إلى رسائل مختلفة وبرامج إعلامية موجهة إلى المقيمين، الذين لا يتحدثون اللغة العربية، بلغاتهم وعبر الوسائل التي يتابعونها». وأشار إلى أن هناك حاجة إلى وجود قصص إعلامية وثائقية عن معالجة الحالات الإنسانية والتميز الذي قدمته الحكومة بقطاعاتها المختلفة تجاه المواطن والمقيم داخل وخارج المملكة، مثل فحص ورعاية المخالفين لنظام الإقامة في مختلف المناطق، وكذلك قصص عن الخدمات التي قدمت للعائدين من الخارج من المواطنين خارج المملكة وبعد عودتهم إليها، وغيرها، والحاجة إلى مزيد من التدريب الإعلامي المتخصص للمراسلين الميدانيين. لم نستثمر القوة الناعمة.. ومن المبكر الحديث عن اختراق فيما يرى الدكتور خالد الفرم أستاذ الإعلام السياسي والباحث في الشؤون الإستراتيجية أنه من المبكر الحكم على نجاح أو عدم نجاح المنظومة الرسمية في إدارة المشهد الإعلامي في ظل جائحة كورونا؛ كون الأزمة ما زالت قائمة، بيد أنه قال ل«عكاظ»: بشكل عام، وبمقارنة أداء الوزارة لهذه الأزمة مع مراحل سابقة، لا شك أن الأداء الإعلامي للمنظومة كان مختلفاً وإيجابياً رغم أنه كانت هناك فرص كبرى داخلية وخارجية، كان يفترض اقتناصها، لجهة إبراز التجربة السعودية عالمياً، واستثمار نجاح المملكة في إدارة هذه الأزمة، فهي من أقل دول العالم عدداً في وفيات كورونا، وتوظيف ذلك في تعزيز صورة المملكة والإدارة السعودية، وتعزيز رأس المال المعنوي للمنظومة الإدارية، في ظل تنافس الدول في السيطرة على هذه الجائحة العالمية. كوفيد فرض استحقاقات توحيد الرسائل وحول إن كان يعتقد أن أزمة (كوفيد19) هي التي فرضت توحيد جهود الوزارة لمواجهتها، قال الدكتور الفرم إن حساسية الأزمة، وخطورة تداعياتها صحياً واقتصادياً واجتماعياً، فرض استحقاقات كبيرة على الوزارة والمنظومة الإعلامية، فكان لابد من توحيد الجهود المشتركة، ليس بين قطاعات الوزارة فقط، ولكن بين كافة أطراف المنظومة الإدارية، وهذا الأمر ظهر بشكل عمل جماعي ومنظم. ويرى الدكتور الفرم أن وزارة الإعلام نجحت في توحيد الخطاب الإعلامي والرسالة الإعلامية في مواجهة الجائحة، لكنها تأخرت في مباشرة الأزمة مبكراً،على حد قوله، ولم تتنبأ بالدور السلبي المحتمل لبعض مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي، الذين كادوا أن يقوضوا كافة الجهود في هذه الأزمة. ويعتقد الدكتور الفرم أنه كان من الأهمية بمكان أن يكون الخطاب الإعلامي لمواجهة الجائحة؛ متدرجاً وصولاً إلى مرحلة ماذا سيحدث بعد كورونا، خصوصاً في الملف الاقتصادي، الذي لايقل أهمية وخطورة عن الملف الصحي، خاصة أن الجمهور يبحث عن المعلومة المستقبلية والتحليلية، وإلى تكريس خطاب الثقة والطمأنينة. إضافة إلى ذلك كان من الأهمية بمكان تفعيل القوة الناعمة في الأزمات من خلال إبراز دور الأطباء السعوديين العاملين في الدول الأوروبية في مساعدة الشعوب، وفق خطاب موجه إلى تلك المجتمعات وبلغاتهم، وهو الأمر الذي تكرر داخلياً، فأبطال الصحة أو المتطوعون، شكلوا ملحمة وطنية كبرى في هذه الجائحة، وكان بالإمكان إظهار وتوظيف هذا التدافع الوطني الكبير في خطاب إعلامي شامل وفاعل في المنظومة الإعلامية. ويؤمن الدكتور الفرم بأن تجربة الإيجاز الإعلامي اليومي كان أداة مهمة لضمان تدفق المعلومات، في ظل حالة القلق الاجتماعي الكبير، الذي تمظهر في حالة المتابعة الكبيرة للمواطنين ولممثلي وسائل الإعلام لهذا الإيجاز اليومي، الذي رغم أهميته إلا أنه توقف على شكل قالب إعلامي مكرر ومحدد بنطاق معلوماتي، فالجمهور كان بحاجة إلى معلومات أكثر تساعده في فهم المرحلة ومآلاتها لتعزيز خطاب الثقة، والتدرج بين مراحل الجائحة ومواكبة تحولاتها. أكد حداثة عهد المنظومة في التعامل مع الإعلام الوبائي متحدث الوزارة: المشوار طويل.. ونرحب بالانتقادات يجب أن نعترف بأن المملكة لديها تجربة تراكمية في التعامل مع إدارة الحشود وما تترتب عليها من أزمات صحية عميقة في مواسم الحج التي نجحت فيها المملكة بامتياز، ولنكون حياديين؛ يجب أن نعترف بأن تجربة المملكة بإدارة الأزمات الوبائية العالمية؛ دون مبالغة؛ تكاد تكون معدومة كونها لم تتعرض لأية كارثة وبائية على غرار ما حدث مع وباء (كوفيد19) الذي دمر العالم وغيّر جلدته. وأعتقد أن القارئ والمراقب سيؤيد بقوة أن تجربة المملكة في التعامل مع الإعلام الوبائي على وزن كورونا تقترب من الصفر.. إذن ونحن على مقربة من العودة التدريجية والإعلان عن الانتصار الكامل؛ يجب أن نقيم التجربة بعين محايدة، ونعطي الفرصة للجميع للإدلاء بآرائهم لكي تكون المقاربة موضوعية. المتحدث باسم وزارة الإعلام الدكتور عبدالله المغلوث، قال في معرض رده على أسئلة «عكاظ» حول نجاح المنظومة وتوحيد الرسائل الإعلامية ووقف التشتت الذي كان يحدث في الماضي، إن المنظومة اتخذت الإجراءات الاحترازية الأولى للتعامل مع جائحة كورونا فوراً، وأطلقت بالتعاون مع وزارة الصحة (الغرفة الإعلامية لمتابعة مستجدات كورونا)، بمشاركة أكثر من 35 جهة حكومية، بتاريخ 13 مارس 2020، وتتشكل الغرفة من عدة مسارات وفرق، تعمل بالتكامل في ما بينها لتوحيد الرسائل الإعلامية، ورفع مستوى التوعية لدى المواطنين والمقيمين، ورصد وتحليل الشائعات والرد عليها، لتصحيح المعلومات المتعلقة بكورونا، وتسهيل عمل وسائل الإعلام المحلية والعالمية. ويعتقد الدكتور المغلوث، أن المنظومة نجحت وبالتكامل مع الجهات الحكومية الأخرى في التعامل مع الجائحة بشكل احترافي، من خلال توحيد الرسائل الإعلامية التوعوية، وإبراز الجهود الحكومية. ويعترف بالأثر الكبير في تجاوز التحديات وخلق مبادرات وأفكار جديدة قادرة على الوصول، وبناء محتوى إعلامي استطاع أن يحقق الأثر البالغ للمواطن والمقيم؛ وعلى المستوى المحلي والدولي. وأضاف أن الوزارة بقيادة وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي نجحت بالتعاون بشكل كبير مع جميع الجهات الحكومية لتوحيد الجهود لمواجهة فايروس كورونا، موضحاً أنه لولا هذا التعاون لما تمكن الخطاب الإعلامي من الوصول إلى المستهدفين بشكل مؤثر. وحول مدى نجاح الوزارة بالتعامل مع التطورات المتسارعة في ظل أزمة كورونا، قال الدكتور المغلوث لقد سخرت الوزارة جميع قطاعاتها وهيئاتها ووكالاتها والعاملين فيها والقنوات التلفزيونية والإذاعية، والأجهزة المساندة للتوعية ونقل الأخبار وإبراز الجهود الحكومية في ظل الأزمة على مدار الساعة؛ ولم يجب الدكتور المغلوث عن سؤال السلبيات التي وقعت فيها الوزارة؛ إلا أنه قال «نرحب بالانتقادات». وفي ما يتعلق بتجربة الإيجاز الصحفي الشامل قال المغلوث «إنها تجربة ثرية تمكنا من خلالها الوصول إلى المستهدفين بشكل جاذب ومؤثر، من خلال المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الصحة ولمدة 86 يوماً متواصلة، شارك خلالها وبشكل دوري أكثر من 25 متحدثاً رسمياً للجهات الحكومية، إضافة إلى توفير منصة موحدة لاستقبال استفسارات الصحفيين والإجابة عنها أثناء المؤتمر الصحفي اليومي، والحديث للدكتور المغلوث «أزعم أننا حققنا شيئاً كبيراً».