التنظيم «السرطاني» لجماعة الإخوان الإرهابية أصبح منحصراً في معظم دول العالم العربي والإسلامي، بعدما عمل على مدار عقود على غزو الأوساط الشعبية، من خلال شعارات دينية بهدف المتاجرة بالهوية الإسلامية، والمتاجرة بقضايا الأمة وهمومها، وحرص التنظيم على إبراز نفسه في الشارع العربي والإسلامي كبديل للأنظمة والحكومات.. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أكرم بدر الدين، إن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية يتصدع، وربما بعد انتهاء هذا الجيل الموجود سينتهي بلا رجعة وللأبد، نتيجة سخط الشعب العربي على تجربة الإخوان المسلمين التي أثبتت فشلها في مصر، ورفضها الشعب التونسي بعد محاولة حزب النهضة الوصول إلى الحكم، فمفهوم حكم الإخوان هو السيطرة على مفاصل الدولة، وهو ما أدى في النهاية إلى فشل تجربتهم،عقب ثورات شعبية ضد حكمهم. ودلل بدر الدين ل«عكاظ» على انتهاء تنظيم جماعة الإخوان بحالة التمزق والتفرق والتشتت التي تواجهها حالياً، نافياً قدرة أي جماعة مهما كانت قوتها أن تبتلع دولة، كما كانت تزعم في البداية تلك العناصر المتأسلمة، ولكن يمكن للدولة أن تبتلع أي جماعة وتهضمها، فعندما حاولت ابتلاع مصر لم تستطع، وأصيبت «بانسداد معوي» أدى إلى لفظها، وصار بعد ذلك شعارها «الشرعية أو الدماء» وهو أخطر شعار أضر بالجماعة، فضاعت شرعية الإخوان فى الحكم، وأريقت الدماء من أبناء الوطن. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، أن جماعة الإخوان لم تفقد السلطة فقط بل خسرت الشرعيتين السياسية والقانونية، فتم إعلان الجماعة إرهابية لتتخطى بذلك مرحلة «المحظورة» كما تم حل حزب الحرية والعدالة في مصر، وهو ما يشير إلى انتهاء الجماعة، والإمدادات التي يتلقونها من بعض الدول جعلتهم يخدمون أجندة خارجية، وبالتالي لا يهمهم على الإطلاق مصلحة الوطن، فكان استخدام العنف أداة للوصول للحكم وتحقيق أغراضهم الدنيئة، ما جعلهم في صدام دائم مع الأنظمة، كما تعمل الجماعة أيضا على إشعال الفتن والحروب الأهلية مثل التي حدثت في بعض الدول المجاورة، فالجماعة انتهت من الشارع المصري وعدد من الدول العربية والإسلامية، وما تقوم به من عمليات إرهابية بالتعاون من منظمات تابعة لها هو محاولة يائسة للقفز على السلطة مرة أخرى، التي وصلت إليها في غفلة من الزمان. وأشار فهمي ل«عكاظ» إلى أن أي متاجرة بدين الله نهايتها الفشل، واستخدامها «الإسلام هو الحل» كان محاولة لدغدغة مشاعر المسلمين، مستبعداً فكرة عودة الجماعة مرة أخرى للحياة السياسية في ظل العمليات الإرهابية التي ترعاها، وأن استمرار المواجهة القائمة بين النظام المصري والإخوان لن يؤدي إلى جديد، سوى مزيد من إقرار الأمر الواقع برفض وجودهم.