في وقت حددت الشريعة الإسلامية الطعام، التمر، الشعير، الإقط والزبيب أصنافاً لإخراج زكاة الفطر، دعا العديد من السعوديين إلى إخراج زكاة الفطر هذا العام من التمر رغبة في رفع مداخيل الاقتصاد الوطني في ظل جائحة كورونا، وأكد اقتصادي ل"عكاظ" أن استبدال قوت البلد من الأرز إلى التمر تشجيع لمزارع التمور بدلا من تشجيع مزارع الأرز في دول أخرى، فيما ذهب أستاذ فقه إلى أن الشريعة تنظر لحال الفقير مستقبل الزكاة، فالفقير لو خير بين التمر والأرز لاختار الأرز. وأكد أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة أم القرى عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور محمد مطر السهلي، أن زكاة الفطر يفضل أن تخرج أرزا؛ لأن قوتنا الغالب هو الأرز، لذا يجب أن يحرص الإنسان على إخراج زكاته من قوت أهل البلد، وهو من أفضل الأغذية وأنفعها، فالشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان. وأشار السهلي إلى أن الشريعة تنظر لحال الفقير مستقبل الزكاة، فالفقير لو خير بين التمر والأرز لاختار الأرز، ومن جمع بين النوعين بمعنى من أخرج نصف الزكاة أرزا والنصف الآخر تمرا فإنه جائز ولا حرج فيه. ولفت السهلي إلى جواز أن يوكل الشخص جمعية خيرية أو تطبيقا إلكترونيا معتمدا ويدفع لهم قيمة الزكاة مالا ليخرجوها نيابة عنه خصوصا في مثل هذه الجائحة التي عصفت بالعالم، وبيّن أن الفقهاء اختلفوا في جواز إخراج زكاة الفطر نقودا وهم على 4 أقوال؛ فالأول قالوا لا يجوز وهو قول الجمهور، والثاني يرى أنه يجوز، وبه قال أبو حنيفة، والفريق الثالث قال إنه يجوز للضرورة، والرابع يقول يجوز للحاجة وبه قال ابن تيمية، مشيرا إلى أنه يرى في مثل نازلة «كورونا» أنه إذا شق إخراجها طعاما بسبب منع التجول فيجوز إخراجها نقودا. وأكد المدير التنفيذي لجمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي (إحسان) بمكةالمكرمة عبدالله النفيعي، أن الجمعية بدأت تنفيذ مشروع استقبال زكاة الفطر قبل 10 سنوات وحققت نجاحات كبيرة في السنوات الماضية وساهمت في إيصال الزكاة إلى مستحقيها عبر برنامج إيصال وبيانات من بعض الجهات الخيرية ومكاتب الدعوة وبعض المستفيدين الذين يأتون لمقر الجمعية لاستلام الزكاة، لافتا إلى أن الزكاة مقتصرة منذ بدء البرنامج على الأرز فقط. وفي هذا العام ونظرا للظروف الاستثنائية بسبب جائحة فايروس كورونا سيتم التواصل مع بعض الجمعيات والمكاتب وتسلم لهم الزكاة وهم بدورهم يسلمونها للمستفيدين، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من خدمات الجمعية يصل لأكثر من 2000 مستفيد ومستفيدة. وأشار الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور هاشم عبدالله النمر، إلى أن نسبة الإنفاق على شراء الأرز في المملكة كزكاة فطر تقدر بحوالى 770 مليون ريال سنويا، وبمعدل استهلاك تقريبي يصل إلى 93 ألف طن. وقال ل"عكاظ" إن الزكاة كانت تخرج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو صاعا من إقط أو صاعا من زبيب. وذهب تفسير العلماء إلى أن المقصود بالطعام هو القوت الذي اعتاده أهل البلد، وقد اعتاد الناس في المملكة على أكل الأرز كطبق رئيسي، لذا يعد الأرز الوسيلة المتداولة في السعودية لإخراج زكاة الفطر. وأضاف النمر: إذا تم استبدال قوت البلد من الأرز إلى التمر فيجب تشجيع مزارع التمور بدلا من تشجيع مزارع الأرز في دول أخرى، فمنازلنا لا تخلو من التمر ويا حبذا وجودها في موائدنا بصفة يومية، وتعتبر السعودية البلد الثاني عالميا في إنتاج التمور بمقدار 1.4 مليون طن، ويوجد فيها ما يزيد على 30 مليون نخلة بقيمة صادرات سنوية تجاوزت 850 مليون ريال سعودي، مشيرا إلى أن مصانع التمور لدينا تحتاج لإيجاد طريقة مثلى لتغليف عبوات خاصة تكون بمثابة زكاة للفطر كما هو الحال في الأرز. وطالب الدكتور النمر بالتعاون والتنسيق بين مزارع النخيل والجمعيات الخيرية المعنية باستقبال زكاة الفطر لتسويق فاعلٍ لمنتجاتنا من التمور بدلا من الأرز، وأضاف: «هناك عشرات التطبيقات التي أصدرتها هذه الجمعيات لتسهيل إخراج الزكاة وتوصيلها إلى المستفيدين في الوقت المناسب، وربما قد تحتاج هذه الجمعيات إلى الإعداد المسبق خلال العام لعمل قاعدة بيانات موحدة للفقراء والمحتاجين لزكاة الفطر بواسطة فريق بحث ميداني لتحديد الأسر المحتاجة لزكاة الفطر، وحتى تسهل عملية إيصالها لهم في الوقت المناسب بالتنسيق مع مورد محدد مسبقا، لسرعة الاستلام لتقليل الازدحام في الشوارع والطرقات وأمام الجمعيات الخيرية، لاسيما أن الوضع الحالي لا يسمح بالتجمعات الكثيرة في ظل انتشار جائحة الكورونا».