تبقى ذاكرة كبار السن من النساء في منطقة جازان مفعمة بالذكريات القديمة لأعياد الماضي التي لا تزال حية ومحفورة في ذاكرتهن وهي مظاهر وصور تزيد من وهج العيد وتلف جلساتهن بنكهة خاصة، ليسردن قصصًا عن الماضي في أجواء حميمية، ويضفن أن تبدل الزمن سلب العيد شيئًا من قيمته ولم تعد تلك البهجة التي كانت عندهن في ذلك الزمن بنفس القوة والحضور. وتقول مطرة على حسن خواجي أم عيسى إن عيد ذلك الزمن مختلف عنه اليوم، وكان قديمًا يبدأ بالصلاة في المصلى وبعد أدائها ينتشر الأهالي للمعايدة والنساء تعد الفطور في البيوت ويجتمع أهل القرية لتناول الفطور المكون من البر والقمح المخلوط بالحليب والسمن والعسل.. بعد هذا تجتمع النساء ونذهب للمعايدة على الأهل والجيران والمرور على كل بيت في القرية وأنهم كانوا يحتفلون في العيد بأداء الرقصات والألعاب الشعبية والتي تستمر حتى غروب الشمس من يوم العيد موضحة أن النساء كن يخطن ملابسهن بأنفسهن وأما اليوم فرحة العيد وبهجته لم تعد كما كانت في السابق منتشرة في عيون المجتمع بكل أفراده بمن فيهم الأطفال والنساء. نكهة خاصة وتشير حظية مغفوري أم سعود إلى أن العيد في الماضي كانت له نكهة خاصة وكنا نشعر بالعيد وقدومه من وقت العصر قبل يوم العيد، من خلال تنظيف المنازل بالإضافة لتجهيز بعض الأطعمة الشعبية، لكن مظاهر العيد القديمة اختفت في عيدنا الحاضر، مشيرة إلى أن الكثير من أفراد المجتمع اليوم بعد الصلاة العيد يغلقون عليهم أبوابهم ويغطون في نوم عميق فى منازلهم ولا يصحون إلا في وقت متأخر من المساء فيما يقضي البعض الآخر العطلة في السفر.. خارج المنطقة أو المملكة. اجتماع النساء وفطور العيد وتقول فاطمة مقبول ناصر حكمي: يختلف عيد هذه الأيام عن عيد زمان، وكنا في الماضي نضع الحناء منذ العصر قبل يوم العيد، وبعد صلاة العيد تجتمع النساء للمعايدة و للفطور عند إحداهن وبعدها نذهب للتهنئة على جميع بيوت القرية ويقدمن للأطفال العيدية لإدخال الفرح والسرور على قلوبهم أيام العيد. وتضيف أم محمد: كان أهل ذلك الزمن بقلوب صافية وبيتوهم مفتوحة للقريب والبعيد وصحنهم واحد وكان للعيد فرحة عند الصغير والكبير ويتجمعون للفطور صباح العيد وكل سيدة تأتي بفطورها من بيتها المكون من حوت مالح والحواسي والمرسة المكونة من عسل وسمن وكانت الفرحة لا توصف، ويتواصل الجميع، ويهنئ الصغير الكبير والكبير الصغير بالعيد، وتكثر الزيارات فيما بينهم.. وكانت النساء تتفاخر زمان بالحواسي والمغشات في فطور العيد..أما اليوم فقد فقد العيد تلك النكهة والروح القديمة. تعزيز الروابط والألفة وترى فاطمة محمد أن العيد من المناسبات الجميلة التي تجمع الأهل والأحباب وهي من المناسبات التي حث الدين الإسلامي عليها لأنها تربط الأسرة ببعضها وتعزز روابط المحبة والألفة بين ابناء المجتمع، بزيارة الأقارب والأصدقاء وصلة الرحم. وتقول أم علي: يبدأ التجهيز للعيد قبله بيوم حيث تقوم النساء بالحناء وتجهيز ملابس العيد البسيطة غير المكلفة، ويستعدون لصلاة العيد بعد ذلك يتم التجمع في أحد المنازل ممن تكون عندهم مناسبة كوفاة أو زواج أو قدوم مولود جديد ويتم تناول وجبة الإفطار مع جميع أبناء الحارة صغارا وكبارا لا فرق بينهم متساوين، بعد ذلك يذهبون للمعايدة على الجيران والأهل والأحباب. وتقول زهراء أم محمد إن العيد قديمًا يختلف عن الوقت الراهن فقديمًا يتجمع الأحباب والأهل صباح العيد في أحد المنازل ويتبادلون الأحاديث والتهاني وتأتي كل نساء الحي بفطور العيد ليتشاركن تناوله بكل حب وسعادة ولكن حاليًا لا توجد هذه العادات ولا يعلم الجار عن جاره ولا يتجمعون مع بعضهم في أغلب محافظات المملكة. وتضيف أم حسين: ما أن تشرق شمس العيد كنا نجهز الأطفال ليبدأون مشوارهم في التنقل في الحارة ويعايدون الناس ويحصلون على الحلوى ومن أشهر حلويات العيد هي صباع زبيب والمجلجل والحلقوم.