رغم بلوغه 120 عاما من عمره، إلا أنه يحمل ذاكرة قوية اختزنت في طياتها العديد من المواقف، إذ عاصر جميع ملوك السعودية من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مرورا بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وأخيرا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بينما أسعده حظه بإلقاء قصيدة بين يدي المؤسس، ذكر ل«عكاظ» بيتا منها يقول: «وأنا يا خادمك عايض فقير ولا به مال.. وملكي لزمه التاجر ولا به كثر ماليه». وخلال استضافة الشاعر عايض بن درهم ل«عكاظ» في منزله بمركز صمخ، جنوبي بيشة، كشف سر خلوه وسلامته من الأمراض رغم عمره الطويل، إذ لا يتناول اللحوم الحمراء والألبان، ولا يأكل من المطاعم طوال حياته، فيما اعتمد في غذائه على خبز البر والشعير، مؤكدا أنه يصوم رمضان منذ 110 أعوام، أي حينما كان عمره 10 سنوات، في ظل ظروف معيشية قاسية، إذ كانت الوجبة الرئيسية والوحيدة هي الخبز (القرص) وقليل من التمر إذا توفر. ويضيف ابن درهم أنهم قديما كانوا يحسبون أيام أشهر السنة من بدايتها حتى تتسنى لهم معرفة دخول شهر رمضان، فيما يصعد مجموعة من الأشخاص إلى قمة أعلى جبل لتحري رؤية الهلال. ولا يزال العم عايض يتذكر موقفاً قديماً في قريته عندما صام أهل القرية قبل دخول رمضان بيوم واحد وأفطروا قبل نهاية رمضان بيوم أيضا، وحين علموا باختلاف دخول رمضان سافروا إلى بيشة على الجمال وذهبوا إلى أحد القضاة، الذي ألزمهم بقضاء ذلك اليوم، مضيفا أن خبر معرفة دخول شهر رمضان في الوقت الحاضر أمر في غاية السهولة والسرعة، حين ينتشر في لحظات رؤية الهلال عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفة. أما عن أبرز المواقف في حياته، فيقول العم عايض إنه في الستينات الهجرية نجا من موت محقق بعد غرق القارب الذي يقله من السعودية إلى البحرين نتيجة تعطله في البحر رغم عدم إجادته السباحة، بعد أن أنقذته سفن الإنجليز أثناء وجودهم في البحرين خلال فترة الاستعمار. ويتذكر ابن درهم أول سيارة قادها في حياته من طراز فورد (فرت) موديل 1956 في عهد الملك سعود، والغريب أنه لا يزال محتفظا بها، مبينا أنه لا يتناول الأدوية عند مرضه، فهو يصبر على مرارة المرض وشدته ولا يذهب أبدا للمستشفى. واللافت في أمر العم عايض أنه لا يملك جوالا ولا يرغب في استخدامه رغم إلحاح الأبناء والأحفاد عليه بأن يقتني واحدا.