كيف لأنثى تزرع الياسمين على حواف النوافذ وتسقيه بالأمنيات كل صباح أن تتوقف عن الحب، كيف لأنثى ترقص مع النجوم أن تتوقف عن الحياة! كيف لامرأة عدت نفسها مختلفة بأن تعود لصف النساء الباهتات دون حب! كيف لامرأة أن تختار بأن تبقى صامتة وتكتفي بالتزين كل مساء لرجل غدر بها مع أخرى تحمل ذات التفاصيل! أخرى تقاسمها أدق لحظاتها معه، تستنشقها كلما اقترب منها وتجدها في عينيه وتتذوقها عند كل قبلة ينتزعها منها.. ومع هذا جبنت ولم أقل كفى ثم كفى وكفى.. جبنت أن اختار نفسي حين كان بوسعي الاختيار.. مضت سنة ثم أُخريات، لم أكلف نفسي حتى عدها، فالمرأة حين يجرح فيها كبرياء الأنثى تنسى عد السنين ولا تكترث لاختلاف الأيام، سيان لديها الليل والنهار. لا جديد، لا شيء يعيد لقلبها الحياة. لا يزال الياسمين ينمو ويزهر دون حب ولا أمنيات، بات باهت اللون والرائحة! فمن يقنعه أن يتوقف عن النمو فهو يبعثر طاقاته سدى فلم يعد أحد يكترث به، أولئك العشاق الذين كانوا يقطفونه ليصنعوا منه طوقاً يزين أعناق حبيباتهم أو تاجاً يتربع على خصلاتهن قد ذهبوا بعيداً، هم أيضاً مضوا حيث الغياب بات يأخذ الجميع.. وأنا!!! ما زلت تلك الصامتة التي تودع خائنها كلما حزم حقائبه مغادراً لأخرى، ابتسامة باهتة وحضن مستعار ثم تلويحة باردة.. هو ذاهب للحياة التي اختارها وأنا باقية هنا بانتظاره حيث توقف الوقت.. الحياة اختيار بينما الموت قدر لا مفر منه وأنا جمعت بين الحياة والموت ولن يفيدني التراجع حتى وإن قررت. إليه: عليك أن تعلم أنا لا أكرهك رغم خيانتك، كل ما في الأمر أني لا أزال أحاول منذ أعوام إقناع قلبي بأنه لم يعد يحبك!