يبدو أن جائحة كورونا ستغير وجه السفر جواً بالنسبة للمسافرين ولشركات الطيران أيضاً. ففيما أعلنت شرطة طيران الإمارات الأسبوع الماضي أن أي مسافر على متن رحلاتها يجب أن يخضع لفحص دم قبل صعوده الطائرة، للتأكد مما إذا كان مصاباً بمرض كوفيد-19، الذي ينجم عن الإصابة بفايروس كورونا الجديد؛ وأكدت قناة فرانس 24 الفرنسية أن شركات الطيران التي تحدثت عن إمكان إصدار «جوازات مناعة» للمسافرين قبل صعود الرحلات الجوية تخلت في صمت عن الفكرة، التي ظهرت أساساً كمحاولة لاستمرار عمل شركات الطيران أثناء تفشي الجائحة. وأضافت أن العلماء أبلغوا شركات الطيران بأن اختبار الدم لمعرفة مناعة الجسم ضد فايروس كورونا لا يمكن الاعتماد على دقة نتائجها. وكان خبراء في الدول الغربية الأشد تضرراً من الفايروس اقترحوا إصدار وثائق تؤكد مناعة من سبقت إصابته بالفايروس، وبالتالي بإمكانه السفر جواً، أو بحراً. وترمي الفكرة أصلاً لمنح ذوي المناعة ضد كورونا الجديد فرصة ليعودوا لحياتهم الطبيعة قبل اندلاع الجائحة. وأعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك في مطلع أبريل الجاري أن حكومة بلاده تدرس إمكان إصدار «شهادات مناعة» تسمح لحامليها بممارسة أشغالهم بشكل طبيعي. وأيدت الفكرة عمدة باريس آن هيدالغو، التي رفعت تقريراً بهذا الشأن إلى الحكومة الفرنسية في إطار الخطط الرامية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في باريس. وقال مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتسي لشبكة (سي إن إن) «إن فكرة (جوازات المناعة) تجري مناقشتها من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب. والواقع أن شهادات المناعة تتطلب فحص دم الشخص لمعرفة إن كانت لديه مناعة من كوفيد-19، وهو اختبار مختلف عن ذلك الذي يحدد ما إذا كان الشخص مصاباً بالفايروس أم لا». غير أن الأستاذة المساعدة بجامعة جورجتاون الأمريكية كلير ستاندلي تقول «إن نتائج ذلك الاختبار ليست دقيقة بما يكفي لتحرير شهادة تؤكد مناعة حاملها ضد الفايروس». وأوضحت أن من أسباب ذلك أن هذا الاختبار ليس قاطعاً بشكل يجعله يميز بين فايروس كورونا الجديد وفايروسات كورونا الأخرى. وضربت مثلاً لذلك بفايروسات كورونا التي تسبب نزلة البرد العادية. ويقول علماء آخرون إن من أسباب عدم جدوى جوازات أو شهادات المناعة أن المناعة نفسها قد لا تدوم طويلاً. وقال أستاذ الوبائيات بجامعة ميشيغان البروفسور أبرام واغنر: إننا لا نزال لا نعرف شيئاً عن فايروس كورونا الجديد الذي ظهر لدينا في الغرب منذ 3 أشهر. سنعرف بعد عام إن كانت المناعة ضده تبقى عاماً. وسنعرف بعد سنتين إن كانت ستدوم سنتين. وأضاف: من واقع الأبحاث التي أجريت حول فايروسات كورونا السابقة نعرف أن المناعة ضدها لا تعمر طويلاً. ولن أشعر بمفاجأة إذا توصلنا الى أن المناعة ضد فايروس كورونا الجديد لا تدوم سوى أقل من سنة واحدة. وزاد أن لديه تحفظاً على فكرة شهادات المناعة، لأنها ستخلق تمييزاً بين السكان، إذ إن بعضهم سيعودون للعمل، بينما يحكم على من لا يحملونها بالبقاء تحت طائلة تعليمات الحجر المنزلي.