قال أستاذ الإعلام بجامعة الإمام بالرياض الدكتور عبدالله عبدالمحسن العساف، إنه في كل محنة منحة، والأهم أن نستفيد من المنحة ونطورها ونتعرف إلى إيجابياتها ونعززها ونرى سلبياتها ونتلافاها، فقد تعرفنا خلال جائحة كورونا إلى القاعات الافتراضية التي تتيح التعليم عن بعد لأول مرة بهذا الشكل الجماعي، وهو ما عكسه عدد الساعات المنجزة التي تجاوزت 200 ألف ساعة تعليمية استفاد منها مليون ومائتا ألف طالب وطالبة، كما أن الاختبارات عن بعد، إحدى الوسائل الحديثة لقياس وتقييم مخرجات العملية التعليمية باستخدام الحاسب الآلي والأجهزة الذكية المحمولة. وتشكل بديلاً فعالاً للاختبارات الورقية التقليدية وتتميز بالمرونة والكفاءة في جميع مراحل تطبيقها، بدءاً بتعدد برامج الاختبارات وتنوعها من (البلاك بورد) إلى (الكلاس روم) وغيرها، ثم مروراً بإنشاء بنك الأسئلة الذي يقدم للطالب بطريقة عشوائية بنسخ متعددة بحيث لا تتكرر الأسئلة عند طالبين، إضافة إلى تحديد مدة الاختبار وسهولة حصول الطالب على درجته فور إرسال إجابته إلى أستاذه، إذ تتيح هذه الخاصية بعض برامج الاختبارات التي تضمن العدالة في الأسئلة والتصحيح الآلي. ويضيف العساف، من خلال تجربتي المتكررة في هذه الأيام أراها وسيلة جميلة وحازت رضا المعلم والمتعلم وتبقى الرقابة الذاتية فيصلاً في الموضوع، كما أن الجامعات تراقب أداء الدراسة عبر ربطها برامج التعليم عن بعد بنظام (بنر) الذي يوضح وجود الأستاذ في محاضراته، كما أن الكلية ترسل لنا بنهاية كل يوم خميس استبانة تتم تعبئتها بالمحاضرات المنفذة وغير المنفذة، وعدد حضور الطلاب والطالبات، ويبقى الأستاذ محل الثقة فهو مؤتمن على أبناء وبنات الوطن والتجربة ثرية، لكنها بحاجة لتقييمها وتطوير البنية التحية وتطوير قدرات الأستاذ والطالب. أما ياسر الدهام فقال إن جامعتهم تعتمد على منظومة متكاملة من الإجراءات والأدوات والبنية التحتية التي مكنتها من تجاوز مضاعفات أزمة كورونا، فالنظام التعليمي في الجامعة مبني على منهج التعليم المدمج الذي يعتمد على التقنية بشكل كبير في دعم العملية الأكاديمية. فجميع أعضاء هيئة التدريس والطلبة مدربون على أعلى المستويات لاستخدام الأدوات التقنية لإعداد وتقديم المادة التعليمية، وحصول الطالب عليها والتفاعل معها إلكترونياً. لذلك، نجد أن الجامعة كانت من أوائل الجامعات التي تمكنت من إكمال عملية التحول الكامل للتعليم الإلكتروني خلال أقل من 24 ساعة. كما أن اعتماد الجامعة المسبق على القنوات الإلكترونية في إيصال المادة التعليمية، جعل من عملية متابعة سير المحاضرات الافتراضية خلال الفترة الحالية أمراً يسيراً. إذ قامت الجامعة بتشكيل فريق من موظفي الجامعة لمتابعة سير عملية التدريس والدخول إلى المحاضرات الافتراضية جميعها وبشكل يومي. إذ يقوم الفريق برفع تقرير يومي عن مدى التزام أعضاء هيئة التدريس في تقديم المحاضرات، ونسبة مشاركة الطلبة في كل محاضرة، قياس مستوى التفاعل بين الطلبة ومدرس المقرر. وتقوم وكالة الجامعة للشؤون الأكاديمية بمراجعة التقارير وإرسالها للعمادات المختلفة من أجل رفع التوصيات العامة بهذا الخصوص. وكذلك جودة المحاضرات الافتراضية.