للسلوك الإيجابي الجمعي، تأثير ملموس على حياة الفرد والمجتمع، لا سيما في وقت الجائحة، فما يحتاجه الآخرون منّا، التكاتف والتعاون لوقف تمدد «كورونا»، من خلال الالتزام بوصايا الجهات المعنية، والتعاون في تطبيق النصائح الطبية على حياة الفرد داخل البيوت، للتصدي ل«كوفيد – 19». وأجمع أخصائيون نفسيون في حديثهم ل«عكاظ» على تأثير السلوك الإيجابي الجماعي على حياة الفرد كالالتزام بالبيت للقضاء على كورونا، وهل تكثيف الرسائل له دور في الالتزام؟ الأخصائية النفسية منى الصواف، أكدت ل«عكاظ» على أن السلوك الجماعي الإيجابي يعتبر من أساسيات طرق الوقاية الأولية خاصة في وقت الأزمات التي تحدث من صنع الإنسان أو الطبيعة، إذ تدل على مدى تفهم وقدرة الأشخاص في أي مجتمع على مدى أهمية التعاون والالتزام بتطبيق الإرشادات والأوامر لاحتواء الأزمات الحادة والخطيرة التي تؤثر على شريحة كبيرة في المجتمع ولها عدة طرق منها كتحديد الفئات الخاصة ووضع برامج لهم خاصة الأطفال وكبار السن والاستمرارية والديمومة على توصيل الرسائل التعزيزية في المجتمع واختبار مدى تأثيرها وأيضاً محاربة الشائعات بطريقة توضيح الحقائق من مصادرها. ومن جهتها، أشارت الأخصائية النفسية نوف الجهني، إلى أن للسلوك الإيجابي الجماعي دورا كبيرا وعظيما في حياة الفرد، وكلما كان تصرفه وسلوكه متماشياً مع الأنظمة والقوانين في هذه الأزمة كان للمجتمع ردة فعل إيجابية، وأضافت: «لا بد أن نحرص ونلتزم في منازلنا لنحد من هذا المرض وهذا واجب وطني وكلنا مسؤول عن هذا الوطن والمجتمع». وترى الأخصائية مروى خردلي، أن للسلوك الإيجابي تأثيرا على حياتنا في ظل الانشغال بالعمل، وأمور الحياة قد تنسي البعض ويتجاهل آخرون علاقاتهم الاجتماعية، سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران، والآن تجلس الأسرة الواحدة معا، وتظهر قيمة الأصدقاء في حياة الفرد، فالإنسان كائن اجتماعي من الدرجة الأولى، والعزل الحالي جعل البعض يعيد ترتيب أولوياته مرة أخرى، وأضافت: «ومع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنازل تستطيع العائلات استغلال الوقت في توطيد العلاقة الأسرية عن طريق ممارسة أنشطة جماعية، مثل الألعاب أو الرياضة أو الطهي، فهذه الأنشطة تقرب أفراد الأسرة من بعضهم البعض، وقد تكون فرصة لنسيان الخلافات وحل المشكلات معا». ولفتت خردلي إلى أن أزمة كورونا جعلتنا ننظر للمسنين بشكل مختلف، فهم أهلنا وأهل أصدقائنا، هم من عملوا بجهد في شبابهم ليوفروا لمن بعدهم حياة كريمة، ولذلك يستحقون من الآخرين التقدير والحفاظ على سلامتهم.