على خط متوازٍ مع الحرب العالمية تجاه الحد من الإصابة بفايروس «كورونا»، يخوض العديد من البشر حربهم النفسية مع الوهم «وسواس الإصابة بكوفيد -19»، السلاح ذو الحدين في حياة الإنسان هذه الأيام، ففي وقت يدفع «وهم الإصابة» العديد من الأشخاص إلى التقيد بالعزل المنزلي والابتعاد عن مسببات المرض، تؤثر الضغوط النفسية الناتجة عنه إلى الشعور بالقلق والتوتر، والتركيز على سماع الأخبار السيئة والشائعات والتصديق بها. وأجمع أخصائيون نفسيون على أن للوعي الجماعي والعقل الباطن دوراً في مواجهة «الجائحة النفسية» التي لا تقل أهمية عن مقاومتها جسدياً، مشددين على ضرورة أن يكون لدى الإنسان الطبيعي نسبة من الوهم المقبول، والتفكير بشكل إيجابي مع طمأنينة النفس، والبعد عن والضغوط المؤثرة بشكل سلبي. وأشار الأخصائي النفسي فهد السهلي إلى نسبة من الوهم المقبول لدى الإنسان الطبيعي إضافة إلى العديد من المشاعر الموجودة لديه، يقول: «حين تكون إلى جوار أشخاص يتحدثون حول أمر معين يتعلق بجسم الإنسان تشعر فجأة بأن ما يتحدثون عنه يحصل معك ولو لثوانٍ. الوهم والشعور بالوهم أمر طبيعي ولابد أن يكون في الإنسان الطبيعي، ولكن حين يكون الإنسان يعاني من وهم غير طبيعي فهو يتوهم أموراً مبالغاً فيها قد تضره فكرياً وجسمياً». ولفت السهلي إلى أنه من الطبيعي أن يتوهم العديد من الأشخاص شيئاً من أعراض كورونا، لا سيما أنها الشغل الشاغل لكل ما هو حولنا. وأضاف: «نقرأ عن الأعراض ونتوهم أن بعضا منها أو أغلبها موجودة فينا، وهذا لا يعني بأن من يتوهم ذلك يكون وهماً غير طبيعي، بل بالعكس الشخص الطبيعي يجعل من الوهم الكاذب قوة يستفيد منها بالابتعاد عن مسببات المرض، ولا يستسلم للوهم، والأهم أن يعلم أنه صحيح نفسياً ولا يبالغ بالتفكير بما يقلقه». ومن جهتها، تنصح الأخصائية النفسية ريما البراهيمي بالاعتدال في التفكير والتتمتع بهدوء نفسي، والتوازن في النظافة، مع الاعتقاد أن هذه الفترة مؤقتة وستزول بزوال العرض. وزادت: «على الجميع الالتزام بالمنزل واتخاذ الإجراءات الوقائية بشكل متوازن والتفكير بشكل إيجابي مع طمأنينة النفس». وترى الأخصائية نوف الجهني أن الضغوط النفسية المحيطة بالإنسان تؤثر بعض الأحيان بشكل سلبي ومن ذلك جائحة (كورونا)، ما يزيد من شعور الشخص بالقلق والتوتر من هذه الجائحة، لتركيز البعض على الأخبار السيئة، وأخذ الأخبار من مصدر غير موثوق، ومجالسة الأشخاص السلبيين. وأضافت: «يجب أن يشغل الشخص نفسه بالمفيد، ويشارك بالأعمال التطوعية، فإنّ تقديم العون للآخرين يسعد النفس ويروي القلب، ويغرس السعادة في الوجدان، كذلك يجب تحسين المستوى العلمي، فإنّ التعلّم وتحقيق نتائج إيجابية يولدان عند الشخص الثقة بالنفس».