قال الكاتب والمؤلف الروسي فيودور دوستويفسكي: «الذكريات مؤلمة، سواء كانت جميلة أو محزنة»، فرغم جمالها إلا أنها لا تستطيع أن تصمد أمام الحزن النابع من رحيل لحظاتها الممتعة أو من فقد أشخاص كانوا يشاركوننا تفاصيلها. قناة «ذكريات» التي أطلقتها هيئة الإذاعة والتلفزيون في «زمن كورونا»، للترفيه عن المواطنين والمقيمين في منازلهم، استعرضت شريط الطفولة وريعان الشباب لدى أفراد المجتمع السعودي من ذوي العقد الثالث وأكثر، لتبث الحنين في أفئدتهم ولسان حالهم يقول: «أخالف العمر أراجع سالف أعوامي»، حاملة معها مشاعر مختلطة بين «الفرح» على عودة الزمن الجميل، و«الضحك» على اللحظات البريئة، و«الحزن» على من عاش معهم تلك اللحظات وفرقتهم الحياة أو اختطفهم الموت. رغم وحشية فايروس «كورونا» وما فرضه من حجر منزلي، استطاعت قناة «ذكريات» أن تصنع البسمة بإطلالة «افتح يا سمسم» و«جرندايزر»، والحماس مع «بنك المعلومات» و«المصارعة الحرة»، وليالي السهر والأنس مع إطلالة الكبار في «ليلة سعودية» و«وتر وسمر»، والحزن بقصة «أصابع الزمن»، والمتعة مع «كشف حساب» و«من البادية». لطالما تغنينا بالماضي ورددنا مقولات وحكما عنه، والسؤال الذي فرضته قناة «ذكريات» الآن «هل بداخلنا هذا الكم الكبير من الحنين للزمن الجميل؟».