في الوقت الذي تتسابق التوصيات بين المغردين حول أفضل السبل لتمضية أوقاتهم أثناء بقائهم في المنازل والتزامهم بالتدابير الاحترازية التي تتخذها الدولة لمنع انتشار عدوى فايروس كورونا المستجد. تساءل الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم السابق عن سبب ابتعاد الصحف الورقية عن قوائم تلك التوصيات، مشيرا إلى قلقه من مستقبلها وما يتربص بها من أزمات يأتي على رأسها تأثير التقنية، وما أفرزته من بدائل إلكترونية. تغريدة الدكتور عزام لاقت تفاعلا واسعا بين المغردين، بعد أن عرجوا على جدلية المفاضلة بين الصحافة الورقية ونظيرتها الإلكترونية، مؤكدين بأن الأخيرة باتت أكثر فاعلية وأقرب لاحتياجات العصر، مع الإشارة إلى أهمية الصحافة وإمكانية تصفح محتواها عبر نسخها ووسائطها الإلكترونية المتعددة. فيما استذكر آخرون ماضي الصحافة الورقية، والمكانة التي كانت تتبوؤها لدى الأجيال السابقة، واحتلالها حيزا من الذاكرة الرومانسية لدى مواكبي تلك المراحل، كما يقول إبراهيم الدخيل في تعليقه على تغريدة الدكتور عزام: (الصحف الورقية كانت أجمل في وقتكم، ومع أنها لها ذكريات جميلة وشغف، الشوق لها في ذاك الزمان وبملمسها ورائحتها وتصفحها إلا أنها أصبحت لاحاجة لها في هذا الزمان في عصر الإنترنت ومع التقنية والتكنولوجيا الرقمية ، وأصبح لها حنين فقط لأنها تتعلق بذكريات الماضي الجميلة)، والمغرد تركي العيادة الذي يؤكد حنينه لما أسماه ب"الأيام الخوالي" التي تشكل الصحف الورقية أحد ملامحها. وفي خضم جدلية المفاضلة أشار الدكتور سعود كاتب وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة إلى احتمالية مساهمة الورق في نقل عدوى فايروس كورونا، بعد الاستشهاد بقرار مملكة الأردن بإيقاف الصحف الورقية الذي جاء ضمن تدابيرها الاحترازية لمنع تفشي الفايروس، مؤكدا على ميل المعادلة لصالح التكنولوجيا التي أخذت تفرض وسائطها على الزمن بشكل لم يخطر على بال أحد؛ الأمر الذي دفع الزميل عضوان الأحمري ناشر صحيفة اندبندنت عربية إلى الاحتجاج بنفس المنطق مفترضا احتمالية انتقال العدوى عن طريق أجهزة "الآيباد" حال لمسها من قبل أحد المصابين، مشددا على بقاء الصحافة بغض النظر عن وسائطها القرائية. واختتم الدكتور عزام الدخيل تلك الجدلية بإضفاء طابع هزلي ساخر عليها بعد أن قام بتشبيهها بمباريات الديربي والكلاسيكو التي تقام بين فرق كرة القدم شديدة الندية.