تفتح نوافذها كل صباح على عالم أوسع بحزام الإبداع وحزم اللا توقف، لتستقر على منابر الفنون واستلهام مساحة أكبر للتنوع واتساع أرحب لطاقتها المتوثبة.. أدركت أن الزمن لا يتوقف، ومن لم يستوعبه سيبقى فيه لوحده.. وأيقنت أن الوقوف على أطلال الماضي والإطلالة على المستقبل يحقق البراعة.. بذلك الطموح لم ترد المهندسة عبير بالبيد أن تكون صفحة تطوى، فلامست نبض التوهج بيديها وفكرها وتطلعها. وحين سكنت المرأة الطامحة ثلاثية الصناعية الإبداعية حددت بوصلتها ومجدافها.. في الطفولة عبَّرت عن ذاتها بالرسم بنمط خاص ابتكرته لنفسها بين الرسم السريع والمتواصل.. وفي المراهقة تعلقت بهدية والديها «آلة البيانو»، فتعلمتها ذاتياً وعلمتها لغيرها احترافاً.. وفي الشباب نظرت إلى العلم بتمعن وهواية ورغبة بتخصصها الجامعي «الهندسة المعمارية».. وبين هذا وذاك نشرت ثقافة التسامح مع الذات والآخرين، لتصنع رؤية في منطقة وسط بين الاختلافات الفطرية وطموحات المتّقدين. وإذا كان الدعم الذي لقيته توازن مع طموحها المتقد؛ فإن «العزلة» جاءت لها بإبداعات متجددة ومختلفة، فاستطاعت نقل مشاعرها من خلال فنها، وعبرت عنه دون تأثيرات روتينية الحياة، وآمنت أن تلك العزلة تعكس صورة الفنان الحقيقي، ليرى ميزاته ويعالج نقاط ضعفه وعيوبه، لتؤكد «الأعمال الفنية الإبداعية تحفها وحدة وعزلة لا نهائية، ينغمس فيها الفنان الحقيقي مع روحه».