المنامة - أ ف ب - تعتبر عازفة البيانو البحرينية الشابة نور القاسم الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة فيينا العالمية للبيانو عام 2010، أن الفن هو الطريق الى الديموقراطية وأداة بديلة للتواصل مع الناس وبينهم. وقالت القاسم بعد إحيائها مع العازف اللبناني وسيم قيسي حفلة في المنامة لمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد المؤلف البولندي شوبان: «اعتقد أن الموسيقى والفن عموماً هما لغة حوار وقدرة بديلة للتواصل مع الناس». وأضافت: «أيقنت ذلك تماماً في عام 2001 مع بدء التحولات الديموقراطية في البحرين (...) هذه القناعة هي التي حسمت قراري في ذلك العام لدراسة الموسيقى في النمسا والتفرغ لها بعدما كانت بالنسبة إلي هواية بدأت منذ الصغر». وفي بطاقة نور التي استقطبت جمهوراً غفيراً غصت به الصالة الثقافية في المنامة، علامات نبوغ مبكر في العزف على البيانو الذي بدأت تداعب أوتاره منذ كانت طفلة في الرابعة من عمرها «بتأثير الوالدين، إذ كانت الموسيقى موجودة في المنزل على الدوام». وقالت: «بدايتي الحقيقية كانت مع فعاليات إدارة الثقافة في وزارة الإعلام حيث قدمت أول حفلة عامة مع أستاذتي البلغارية رومينا جانوفا في عام 1998. حتى ذلك الحين كنت في الثانوية العامة ولم أفكر في احتراف الموسيقى. وشاركت بعدها في مهرجان البحرين للموسيقى حيث دعيت الى العزف مع فرقة الاتحاد الأوروبي عام 2000». بعد ذلك العام، تلقت نور العديد من الدعوات الى المشاركة في مهرجانات خارج البحرين بعد فوزها بالجائزة الأولى في مسابقة وزارة التربية والتعليم للموسيقى وأبرزها مهرجان الفنون في العاصمة الأردنية عمان. وتابعت: «كان عام 2001 عام التحول بالنسبة إلي. فالأجواء التي أشاعتها الإصلاحات في البحرين عززت قناعتي بأن الموسيقى والفن عموماً هما الطريق الى الديموقراطية. في ذلك العام حسمت أمري وقررت أن أدرس الموسيقى فالتحقت بكونسرفتوار فيينا للموسيقى والدراما». وشرحت نور قناعتها حول الموسيقى والديموقراطية بالقول: «إن عدداً من الفنانين العظام أوصلوا الى الناس ما يريدون قوله من أفكار ومبادئ من خلال الموسيقى»، موضحة: «انظر الى الروسي ديمتري شوستاكوفيتش مثلاً الذي تحدى استبداد ستالين بموسيقاه». وتابعت: «الفن هو الطريق الى الديموقراطية لأنه إبداع وحرية تعبير بالدرجة الأولى (...) كل الفنون هي طريق للتقدم سواء كانت العمارة مثلاً التي خلفت مباني جميلة يتم الحفاظ عليها لقيمتها الفنية العالية أو الفن التشكيلي أو غيرها من الفنون». لكن القاسم التي تقيم في فيينا لمتابعة دراساتها العليا، اشتكت من «تدني الوعي الفني في الشرق عموماً»، موضحة: «أن مشكلتنا هنا في الشرق أن الفارق بين التسلية والثقافة معدوم»، مضيفة: «إن ما نراه على الفضائيات هو ترفيه وليس ثقافة». وتعتزم هذه العازفة الموهوبة التي ألهبت حماسة جمهورها في أمسية شاعر البيانو، افتتاح مدرسة للموسيقى في البحرين عام 2011 بالتعاون مع كونسرفتوار فيينا للموسيقى والدراما الذي درست فيه. «فهذه هي الطريقة الوحيدة لتعميم الموسيقى الراقية ونشرها على أسس أكاديمية»، وفق تعبيرها. وكتبت عنها صحيفة «هويته» النمسوية إن «هذه المرأة تتمتع بحس موسيقى ولمسات شوبان الجميلة على البيانو، بالإمكان دراسة الموسيقى في أشهر أكاديميات الموسيقى بالعالم، لكن يستحيل دراسة اللمسات الخاصة للبيانو».