تباينت أطروحات المثقفين حول جائحة كورونا، إذ كتب بعضهم بتفاؤل وآخرون كان التشاؤم واضحاً على كتاباتهم في منصات التواصل الاجتماعي، التي شهدت الكثير من النقاشات الثقافية المتنوعة في إشارة واضحة إلى أن العزلة التي فرضها فايروس كورونا أسهمت في صناعة حراك ثقافي نشط. هناك من رأى أن المثقف يجب أن يضطلع بدور توعوي؛ لأن طبيعة رسالة المثقف طبيعة جماهيرية، ما يفرض على المثقف دوراً نوعياً وحقيقياً تجاه الجمهور. إلاّ أن كُتَّاباً ومثقفين فضلوا الابتعاد عن الجوانب التوعوية وكتبوا عن كورونا من زوايا مختلفة تتصل بالثقافة والأدب. الناقد الدكتور عبدالله الغذامي علّق في تغريدة قصيرة على الكثير من الأصوات التي تدعي العزلة هذه الأيام بسبب منع التجول مساءً للحد من انتشار فايروس كورونا، وقال: «لن تكون في عزلة إن أمسكت بكتاب، ستكون لحظتها عابراً لحدود الزمان والمكان، ستكون في كل مكان، وبين يديك كل الأزمنة»، وفي تغريدة أخرى كتب الغذامي: «الأمير تشارلز يصاب بكورونا، هذا الفايروس لا يجامل ولا يستحي من أحد، لا تسمح له أن يصطادك». وتقول الروائية أحلام مستغانمي في التدوينة الأولى: البشرية اليوم مجرد أرقام في روليت الكورونا.. لا ندري عند من سيتوقف دولاب الموت وبمن سيفتك هذا العدو الذي لا نعرف له وجهاً ولا نرى له يداً، ويمسك بأعناق كل البشر، نحن نواجه عدواً غير مرئي، يعرف نقاط ضعفنا البشري، ولا نعرف له بعد من مواصفات. وجاء في تدوينة أخرى: «تقول الأخبار إن الإنسان لم يعد سيد العالم، وإن كائناً صغيراً من دون قدرات عقلية، ولا وكالات تجسسية ولا ميزانيات دولية، أطاح به.. لنعترف بأننا كائنات هشة تحت رحمته، وإن لا مجال لرشوته، فهو غير معني بسلطتنا أو عقيدتنا أو لوننا أو جنسنا، لقد جاء ليعيدنا إلى حجمنا». رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم كتب عبر حسابه في تويتر: «من بيوتنا نعمل ونترقب تحولات وباء كورونا المتسارعة، نبقى في المنازل لنستعيد مع عائلاتنا حميميتها، نسترجع عاداتنا الأصيلة ونتعرف على أنفسنا أكثر. هنا مختارات عن شعرية المنزل منذ ما قبل الإسلام حتى اللحظة المعاصرة، ويبقى البيت راسخاً في الوجدان»، وأرفق مع تغريدته مقطع فيديو لمقطوعات شعرية يرافقها عزف على العود للفنان العراقي نصير شمة. وكتب الناقد الدكتور مرزوق بن تنباك: «سيكون عام 2020 عاماً فاصلاً في تاريخ البشرية، عام جمعها كلها في هم واحد وفي مواجهة خطر واحد (وباء كورونا)، فهل ينتهي العالم من الحروب إلى البحث عن السلام للناس كافة؟ ربما، ورب ضارة نافعة».