لم تكتف المملكة بالتعامل الشفاف والجريء والمدروس للتعامل مع وباء «كوفيد 19».. واتخاذ قرارات غير مسبوقة تاريخية على المستوى المحلي؛ للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وقاصدي الحرمين الشريفين، بل تحملت مسؤولياتها بالكامل كدولة ثقيلة تتحرك وفق البروتوكول العالمي الصحي؛ مستشعرة دورها على المستوى العالمي بحكم رئاستها لمجموعة قمة العشرين العام الحالي، بأهمية تكثيف الجهود الدولية المبذولة لمكافحة فايروس كورونا، حيث أجرت اتصالات مستمرة مع دول المجموعة لعقد اجتماع قمة استثنائي –افتراضي– تم الاتفاق أن يكون الأسبوع القادم بهدف بحث سبل توحيد الجهود لمواجهة انتشار وباء كورونا. لقد تنبهت المملكة منذ اليوم الأول منذ ظهور الوباء العالمي لأهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية الوقائية القاسية المدروسة باعتبار أن الأزمة الصحية العالمية، وما يترتب عليها من آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية، تتطلب استجابة عالمية سريعة وشفافة خصوصا أن تجربة المملكة في التعامل مع الأزمة حظيت بالتقدير العالمي. ومن المؤكد أن مجموعة العشرين ستنسق الجهود مع المنظمات الدولية بكل الطرق اللازمة لتخفيف آثار هذا الوباء ووضع سياسات استباقية على مستوى العالم متفق عليها لتخفيف آثاره على كل الشعوب والاقتصاد العالمي، لتحديد المتطلبات وإجراءات الاستجابة اللازمة. لقد تلقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال 48 ساعة 4 اتصالات من صناع القرار في العالم؛ وهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون؛ ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز؛ والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لمناقشة عقد اجتماع استثنائي افتراضي لقمة مجموعة العشرين؛ حيث عكفت السعودية -رئيسة مجموعة العشرين- على اتصالات مكثفة على أرفع المستويات، لضمان التنسيق المطلوب في مواجهة انتشار وباء الفايروس واستعرضت المحادثات التطورات المتعلقة بالفايروس عالمياً، وأبرز تداعياتها على الاقتصاد العالمي. وجاءت تأكيدات ولي العهد على أهمية تنسيق الجهود لمكافحة الوباء، وتبني سياسات ملائمة لتخفيف أعبائه، في إطار مجموعة العشرين كتأكيد المؤكد بأن المملكة تقود التحركات النشطة كونها ترأس قمة مجموعة العشرين وتستضيف أعمالها في نوفمبر القادم. من الواضح أن تدابير مكافحة الوباء العالمي تسببت في ضربة مؤلمة للإنتاج والتجارة والأعمال وألغيت المؤتمرات العالمية وانخفضت أسعار البترول وظهرت مؤشرات لحدوث ركود اقتصادي عالمي، ولقد استشرفت السعودية خطورة هذا الوباء عالميًا وقررت استضافة القمة افتراضيًا بعد تعذر انعقادها على الأرض، خصوصًا بعد أن دعت أستراليا وكوريا الجنوبية إلى عقد اجتماعات للقادة في الدول الصناعية الكبرى والناشئة في العالم، وسط حالة الهلع التي أصابت السوق العالمية بسبب تفشي فايروس كورونا (كوفيد-19).