فايروس كورونا المستجد ذو «تهديد مزدوج» عضوي واجتماعي خاصة في منطقة حائل، إذ يحرم الكثيرين من عادات اجتماعية قابعة في تاريخ وإرث وحضارة المدينة لأكثر من 1400 عام، فالشبة في حائل وهي العادة الاجتماعية اليومية والدائمة تواجه خطر كورونا وألغاها لفترة زمنية محددة ومع فرض الحجر الصحي بمدن الرياض والقطيف وجدة وعزل الأشخاص أنفسهم، حفاظا على صحتهم وتجنب التقاط العدوى خاصة القادمين من خارج البلاد ومنع إقامة المناسبات والاجتماعات داخل القصور والاستراحات لرفع درجة الحيطة والحذر، إلا أن الاستراحات الخاصة والشبات المنزلية لا زالت تواصل حضورها الليلي في حائل ما استدعى الأمر توجيه أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد رئيس اللجنة العليا لمركز إدارة الأزمات في مواجهة وباء كورونا باستمرار الزيارات الميدانية للتجمعات الشبابية بالاستراحات «الشبات» مع الجهات الخدمية المتاحة لتقديم التوعية من مركز إدارة الأزمات الموحد. وكان الحائليون لسنوات طويلة محافظين على عاداتهم وتقاليدهم الخاصة والتي ارتبطت بحائل قبل آلاف السنين منذ شهرة أسطورة الكرم العربي حاتم الطائي، فالنسيج العام لأهل حائل من كبار وصغار ونساء اجتماعيون في ما بينهم مما ولد «الشبة» باللهجة الحائلية أو الطائية والتي تعني قيام أحد الأشخاص بصنع قهوة وشاي ثم يفتح باب منزله ويخبر الجيران بأن لديه شبة، والشبة مأخوذة من شب يشب أي أوقدها، وأول من ابتكرها حاتم الطائي في العصر الجاهلي قبل الإسلام وتوارثتها الأجيال جيلا بعد جيل وفي السابق تقوم الشبة على القهوة العربية والتمر ويعرف الزائر أو الجيران وجود الشبة بمجرد سماع صوت (النجر) ويكون صوته مميزا يسمع من مسافة بعيدة والنجر هو عبارة عن نحاس لامع تطحن من خلاله القهوة ويسمى في الدول العربية خصوصا في العراق والشام والأردن بالهاون والمهباش والمدق. يقول سعد الشمري إن الشبة بحائل متوارثة عند أبناء حائل ووقت الشبة لها أربعة أوقات هي صلاة الفجر إلى بعد طلوع الشمس بساعة وبعد الساعة التاسعة صباحا إلى أذان الظهر وبعد صلاة العصر إلى أذان صلاة العشاء وبعد صلاة العشاء إلى الساعة 11 ليلا تقريبا، وتكون نقاشات داخل الشبة في الأحداث داخل المنطقة سواء الاقتصادية أو المحلية أو الرياضية.