مازال الحائليون محافظين على عاداتهم وتقاليدهم الخاصة التي تميزهم عن المناطق الأخرى والتي ارتبطت بحائل قبل آلاف السنين منذ شهرة أسطورة الكرم العربية حاتم الطائي، فأهل حائل كبارا وصغارا ونساء اجتماعيون فيما بينهم مما ولد «الشبة» باللهجة الحائلية أو الطائية والتي تعني هي قيام أحد الأشخاص بصنع قهوة وشاي ثم يفتح باب منزله ويخبر الجيران بأن لديه شبة، والشبة مأخوذة من شب يشب أي أوقدها. يقول العم علي الفهد إن الشبة في حائل أول من ابتكرها عدي بن حاتم الطائي في العصر الجاهلي قبل الإسلام وتوارثتها الأجيال جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا، وفي السابق تقوم الشبة على القهوة العربية والتمر ويعرف الزائر أو الجيران وجود الشبة بمجرد سماع صوت (النجر)، حيث يكون صوته مميزا يسمع من خلال مسافة بعيدة، والنجر هو عبارة نحاس لامع تطحن من خلاله القهوة ويسمى في الدول العربية خاصة في العراق والشام والأردن بالهاون والمهباش والمدق. ويضيف سعد الشمري أن الشبة في حائل متوارثة عند أبناء حائل ووقت الشبة فلها أربعة أوقات هي صلاة الفجر إلى بعد طلوع الشمس بساعة، وبعد الساعة التاسعة صباحا إلى آذان الظهر، وبعد صلاة العصر إلى آذان صلاة العشاء، وبعد صلاة العشاء إلى الساعة 11 ليلا تقريبا، وتكون نقاشات داخل الشبة في الأحداث داخل المنطقة سواء الاقتصادية أو المحلية أو الرياضية، وبحسب سعد الناصر أن لكل ثلاثة أو أربعة منازل في سوق واحد (أي شارع) في الحي له شبة تسمى شبة السوق ويحدد وقتها إما من بعد صلاة الفجر إذا كانوا من كبار السن أو بعد صلاة العصر وعلى مدار السنة، حيث يجتمعون على تتبع أخبار الحي ومن سكن فيه حديثا ومن يصلي ومن لا يشاهد في الصلاة، ويناقشون طلبات الحي من الخدمات العامة، وهناك شبة الضحى وهي خاصة لمتقاعدين لا ترتبط بالحي وغالبا تكون خارجة وهي شبة مرتبطة بأشخاص تقاعدوا من العمل بقسم أو إدارة واحدة ويجتمعون كل يوم عند شخص من أعضاء الشبة الذي ربما يتجاوزن عشرة أشخاص ولا تقل عن الأربعة، واعتبر مفضي العنزي أن هناك من القادمين من خارج حائل لغرض العمل والتجارة رفضوا العودة لمناطقهم بسبب «اللحمة الاجتماعية» التي ولدتها «الشبة» والتي تطورت مع الزمن مع الشباب الذين يخصصون استراحة متكاملة من أجل الشبه والتي تنطلق وقتها من بعد صلاة العشاء وحتى منتصف الليل وبشكل يومي. وينتقد راضي البنتان بعض الشبات إدخال الشبكة العنكبوتية الإنترنت في الشبة، مما يضعف الحوار والنقاش بل البعض من الشباب أسس مواقع إلكترونية تحمل اسم الشبة، وهذا يقتل الإرث التاريخي الذي يميز حائل الاسم والمكان عن غيرها من الحضارات العربية الأخرى. ويشير أبو أحمد أن الشبة لم تقتصر على الرجال في حائل فقط، فالنساء لهن شبة صباحية في الحي الذي يسكن فيه، حيث تبدأ الشبة النسائية من الثامنة صباحا وقت خروج الرجال للدوام والعمل وحتى الساعة الحادية عشرة، حيث يجتمعن نساء الحي كل صباح عند واحدة وبشكل يومي وهذه الشمولية في الكبار والصغار والنساء أعطت حائل خصوصية منفردة عن المناطق الأخرى.