رغم ارتفاع حالات الشفاء من فايروس كورونا المستجد لتصل إلى 73 ألف حالة حول العالم، يظل السؤال ملحاً: ماذا يحدث بعد التعافي؟ فيما تجيب دراسة أجرتها مجلة «لانسيت» الطبية عن هذا التساؤل، مؤكدة أن المتعافين يظلون حاملين للعامل المسبب للمرض في الجهاز التنفسي لمدة 37 يوماً، ما يعني أن بإمكانهم نقل العدوى للمخالطين، ما يؤدي لانتشار الفايروس دون قصد. فيما أشار تقرير حديث إلى انخفاض كفاءة وظائف الرئة بعد الشفاء بنسبة تصل إلى 30%، ما يستوجب إخضاع المعافين للعلاج الطبيعي وتمارين القلب والأوعية الدموية لتقوية رئاتهم. وتفيد بيانات مسؤولي الصحة في مقاطعة غوانغدونغ الصينية أن 14% من المتعافين عاودوا الإصابة، ففي أواخر فبراير الماضي أظهرت متعافية في أوساكا اليابانية إيجابية للفايروس، كما أبلغت كوريا الجنوبية عن حالة مماثلة، ما يشير إلى أن الفايروس يظل خاملا بعد نوبة مرضية أولية مع أعراض بسيطة، قبل أن يهاجم الرئتين مجددا. بدوره، أفاد مدير المعهد الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فوسي، أمام لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس الشيوخ الأمريكي أخيراً، بأنه في العادة حين يهزم جهاز مناعة الجسم العدوى الفايروسية، فإنه يعرف كيف يهزمها مرة أخرى، ما يجعل المتعافين محصنين تجاه الفايروس ذاته، إلا أن «كورونا» يعد استثناءً من هذه الخاصية، لاسيما إذا كان المتعافي يعاني من نقص المناعة أصلا. في المقابل قال المدير الطبي لمركز الأمراض المعدية بمستشفى مارغريت في كواي تشونغ، الدكتور أوين تسانغ تاكيين: «لاحظ الأطباء بالفعل أكثر من 12 متعافيا، لم يتمكن 2-4 منهم من مزاولة ما كانوا يفعلونه سابقا، مؤكدا في مؤتمر صحفي أخيرا أنهم يلهثون إذا مشوا بسرعة قليلة، ما يشير إلى انخفاض وظائف الرئة بعد الشفاء بنسبة 20-30%».