جاءت ولادة هيئة الأدب والنشر والترجمة كخطوة جادة تهدف لتنظيم صناعة النشر الخاصة بالإبداع والأدب.. ومن ضمن الأهداف المعلنة لهذه الهيئة: تهيئة البيئة الإبداعية والتدريب وخلق فرص الاستثمار في هذه المجالات.. ولعل تحقيق مثل هذا الهدف المهم يتطلب عملاً مؤسسياً كبيراً يرتبط بالكيان ولا يرتبط بالأفراد، فالحديث عن الإبداعية لا يتطلب الكثير من العمل، فظروف المرحلة تبدو اليوم أكثر انطلاقاً وحيوية عن ذي قبل.. والنتاج الإبداعي في الأجناس الأدبية لايزال حاضراً وسيشهد نمواً كبيراً حينما يدرك الكاتب والمبدع أن هيئة الأدب والنشر تدعمه وتقف خلف نتاجه في هذه المرحلة.. ولعل من ضمن مهام الهيئة الجديدة محور الترجمة، وهي التي ستكون نافذة جديدة لثقافتنا باتجاه الآخر ولها أهميتها في نقل النتاج الأدبي من شعر ورواية وقصة قصيرة ودراسات حديثة تعرف بالأدب السعودي. وعند الحديث عن الترجمة كمشروع جديد تشرف عليه وزارة الثقافة أجدني أكثر تفاؤلاً لتحقيق العديد من المكاسب الثقافية والإعلامية والتي تسعي إليها رؤية 2030 ويحضر في ذاكرتي جهود مترجمين سعوديين أرى ضرورة الاستفادة من تجاربهم السابقة مثل الدكتور حمزة المزيني والشاعر الأستاذ أحمد العلي والأستاذ بندر الحربي والشاعرة تركية العمري فمثل هذه الأسماء التي اشتغلت بترجمة الآداب الأجنبية إلى العربية ولها تجاربها الثرية وهي ذات جهد فردي نابع من ثقافة وحب.. وكان العام الماضي قد شهد قرار وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان بإنشاء دار نشر سعودية ذات مركز مالي مستقل، تحت مظلة الوزارة ومن أهدافها التي تم الإعلان عنها إعادة نشر بعض كتب الرواد في المجالات الثقافية والأدبية والتاريخية، وتشجيع المبدعين من خلال نشر أعمالهم وفق آليات ولوائح محددة، ومازلنا نتطلع لدور حيوي لهذه الدار، ولعلها تحضر وتتوافق وتتلاقح مع هيئة الأدب والنشر والترجمة.