لم يعد طلب العلم في الصين، خيارا وحيدا للطلاب العرب بعد أن اجتاح تلك البلاد الفايروس الخطير، فالداخل إلى السور العظيم مفقود والخارج منه مولود، إذ طلبت السلطات الصينية من الطلاب العرب الدارسين في جامعاتها وعادوا إلى بلدانهم بعد «غزوة الكورونا» البقاء فيها وعدم العودة لحين إشعار آخر، ربما يطول أمد الإشعار. صحيح أن الحديث المتواتر «اطلبوا العلم ولو في الصين» ثبت ضعفه، يقول عنه أحد الفقهاء، متنه مشهور وأسانيده ضعيفة، باطل لا أصل له. وتعود روابط الصين ببلاد العرب إلى أكثر من 3000 عام عبر موانئ الخليج وبحر العرب والبحر الأحمر ووصل التبادل المعرفي والعلمي إلى مستواه الأعلى حاليا. وأخذ الصينيون من العرب علوم الرياضيات والجبر والفلك والضوء وأشكال الفنون، وحين دارت عجلة الزمن دورتها، بدأت هجرة الطلاب العرب إلى «ووهان» لتعلم الرياضيات والجبر والفلك والفنون ووصل عددهم في العام 2016 إلى 14 ألف طالب وطالبة..فتأمل! وأحصت وكالة الابتعاث بوزارة التعليم السعودية 373 طالبا وطالبة يدرسون في الجامعات الصينية، عاد 10 منهم بعد هجمة الكورونا في ووهان، وطبقا لتقارير، بلغت كلفة إعادتهم إلى المملكة نحو 10 ملايين دولار. وتتركز التخصصات التي يفضلها الطلاب السعوديون في طب الأسنان، الهندسة،، والقانون والفنون، والعلوم الفيزيائية والاجتماعية والسلوكية والرياضيات والدراسات الإنسانية.. عودة الطلاب العرب إلى جامعاتهم الصينية تحكمها عوامل عدة.. المغامرة بالصحة والعافية.. أو ضياع المستقبل، وفي كلتا الحالتين قد يفكر الطالب مرتين قبل أن يطلب العلم.. ولو في الصين!