شدد وزير الدولة اليمني لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ياسر الرعيني، على أن مخرجات الحوار هي المشروع الوحيد لبناء اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مؤكدا أن الحوار ليس وثيقة آنية تنتهي صلاحياتها بفترة معينة، وهو ما تعتقده مليشيا الحوثي الإرهابية التي حاولت الانقلاب على التوافق الوطني في 21 سبتمبر 2014م. وقال الرعيني في حوار مع «عكاظ»، إن الحوثيين خافوا على مصالحهم وأجندتهم الخبيثة في اليمن بعد صياغة مسودة الدستور وفقاً لمخرجات الحوار، فقاموا بانقلابهم. وأضاف أن جميع القوى السياسية والاجتماعية اليمنية تقف في مواجهة المشروع الحوثي تحت قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، حتى يتم استكمال تنفيذ مخرجات الحوار وبناء الدولة الاتحادية التي توافق عليها اليمنيون. * ما الذي بقي على مخرجات الحوار الوطني بعد خمس سنوات من انقلاب الحوثي؟ ** مخرجات الحوار الوطني هي مشروع وطني وليس وثيقة آنية تنتهي صلاحياتها بفترة معينة بل هي مشروع لبناء اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقد وضعت مخرجات الحوار الوطني اليمن على بوابات مرحلة حضارية جديدة يحكم مساراتها عقد اجتماعي جديد، رسمت محاوره عقول يمنية مثلت وللمرة الأولى في تاريخنا المعاصر كل المكونات السياسية والمجتمعية، انتظمت على طاولة حوار جاد بآليات علمية وشفافة، لتدارس المشكلات والقضايا الوطنية من جذورها، والتحقق من مضامينها ومحتواها، بموضوعية وعقلانية، بعيداً عن أي وصاية، أو انفراد بالقرار، بغية الوصول إلى توافقات تعالج كل إشكالات الماضي، وتؤسس لغدٍ أفضل، ترتكز هذه المعالجات على أسس عميقة مبنية على الشراكة الوطنية الشاملة في المصالح والمصير، من أجل مستقبل تشاركي يرسم أسساً جديدة لدولة يمنية مدنية حديثة، قائمة على مبادئ الحكم الرشيد، وسيادة سلطة القانون، والعمل على إيجاد تنمية شاملة ومستدامة من أجل الشعب اليمني بأكمله. وقد حاولت المليشيات الحوثية الإرهابية الانقلاب في 21 سبتمبر 2014م على التوافق الوطني، وعلى هذا المشروع الذي بتحقيقه سيتم بناء الدولة المدنية الحديثة، محاولين تنفيذ أجندتهم ومصالحهم الخاصة ومخططاتهم التدميرية المرتبطة باجندة خارجية تستهدف اليمن والمنطقة، وهو ما لا يمكن أن يقبل به الشعب اليمني أو أن يسمح بتجاوز مشروعه في بناء يمن إتحادي جديد. * هل توافقت جميع المكونات على المخرجات، وما الذي رفضه الحوثيون؟** حظيت المخرجات بتوافق كل المكونات السياسية والمجتمعية بما فيها الحوثي وبرعاية إقليمية ودولية، ومخططات قوى الانقلاب ليست حديثة، وقد حاولت إعاقة إنجاز مؤتمر الحوار إلا أنها لم تتمكن من ذلك، وبعد صياغة مسودة الدستور وفقاً لمخرجات الحوار شعرت المليشيات الحوثية بجدية الشعب في تنفيذ المخرجات على أرض الواقع، وبناء دولة النظام والقانون، فخافت على مصالحها وأجندتها الخبيثة، وشعرت أن الانقلاب طوق نجاة لها، وهو في الواقع مشنقة لكل من استهوته نفسه بالخروج عن النظام والقانون واللهث وراء المصلحة الشخصية الضيقة، وسيبوء الانقلاب بالفشل، لأن الشعب بقيادة الشرعية وبدعم وإسناد من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، سينهي هذا الانقلاب، ويستعيد الدولة، وسيتحقق المشروع الوطني بفضل إرادة الشعب الداعمة له والذي به ومن خلاله فقط سيعبر الوطن إلى بر الأمان وسيتم بناء الدولة المدنية الاتحادية من ستة أقاليم. * هل لا يزال مشروع الأقاليم قائماً؟** بكل تأكيد.. هو مشروع وطن، توافقت عليه كل القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية، وليس رؤية سياسية لحزب أو جماعة أو أفراد، ومهما كانت التحديات فإنه سيتم تنفيذه تلبية لتطلعات الشعب الذي شارك بكل فئاته ومكوناته في صياغة هذا المشروع. * على ماذا تتفاوض الحكومة الشرعية مع الحوثيين في ظل رفضهم لوثيقة الحوار الوطني؟** الحكومة استجابت لمسار السلام لإنهاء هذا الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة واستئناف المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار، هذا المسار محدد بالمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات الأممية ذات الصلة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عن هذه المرجعيات، وأي حوار لن يخرج عن هذا السياق. * لماذا لا يسلط الضوء على مضامين مخرجات الحوار الوطني بعد خمس سنوات من إعلانها؟** تسليط الضوء على مضامين مخرجات الحوار الوطني قائم على قدم وساق، وبرامج التوعية مستمرة في المحافظات المحررة، وعلى مدار العام، وتستهدف كل فئات المجتمع، بالشراكة مع السلطة المحلية في المحافظات ومنظمات المجتمع المدني، كما يسهم الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ومواقع التواصل الاجتماعي، بدور فاعل في التوعية بالمخرجات، فضلاً عن المشاريع المتعددة التي يجري تنفيذها في المجتمع وفي مؤسسات الدولة، ومنها ما يستهدف التدريب وبناء القدرات لكادر مؤسسات الدولة، وكذا التحضير لبناء القدرات المؤسسية وإعادة الإعمار، إلى جانب المشاريع الكثيرة التي تحظى بأولوية الحكومة سواء فيما يتعلق بالتنفيذ أو التوعية بهذه المخرجات، وقد نفذنا المئات من جلسات التوعية والندوات وورش العمل المتعلقة بالتعريف بمخرجات الحوار الوطني. * بماذا تعولون في تنفيذ هذه المخرجات بعد كل ما حدث في اليمن؟** نعول على الشعب، صاحب هذا المشروع، وهو الضامن الأول لتنفيذه، بالإضافة إلى القوى السياسية الوطنية ومؤسسات الدولة، والدول الراعية والداعمة لليمن، لأنه فرصة اليمن لتحقيق الاستقرار وبناء دولة النظام والقانون، دولة المؤسسات، الدولة القوية التي تضمن حقوق مواطنيها، وتصون كرامتهم، الدولة التي تتحقق فيها التنمية المستدامة الشاملة، الدولة التي حلم بها هذا الشعب كثيراً ومن أجلها ضحى بخيرة الرجال والأبطال على امتداد مسيرة الحركة الوطنية حتى اليوم. * أين هي القوى السياسية والاجتماعية الموقعة على وثيقة الحوار الوطني من مواجهة المشروع الحوثي؟** جميع القوى السياسية والاجتماعية موجودة في الميدان وتعمل على مواجهة الحوثي تحت قيادة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية والحكومة، لإنهاء انقلابه حتى يتم استكمال تنفيذ مخرجات الحوار وبناء الدولة الاتحادية التي توافقت عليها القوى السياسية وفئات المجتمع المختلفة. * وما هو المطلوب لدحر الانقلاب الحوثي؟** الاصطفاف الوطني وتوجيه كل الجهود تحت قيادة الشرعية والتحالف في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، هو السبيل لإنقاذ اليمن من هذا الانقلاب وما يمثله من مخاطر عقائدية وفكرية واجتماعية وسياسية وعسكرية باعتباره ذراعا لإيران في المنطقة، بالإضافة لتعزيز وتنسيق الجهود بين الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لاستكمال دحر الانقلاب، وقطع اليد الإيرانية التي امتدت إلى اليمن والمنطقة، وإيقاف جرائم هذه المليشيات الحوثية الإرهابية في حق المواطنين والدولة ودول الجوار والمنطقة والممرات الدولية.