الشعر عند العرب لم يكن قولاً عابراً، بل كان فضاءً واسعاً يعبر فيه العربيّ عن أحاسيسه، فيرسمها في لوحة رسامٍ، كأن من يقرأها أو يسمع بها، يعيش تفاصيلها، تملؤها الحكمة الأخّاذة، والأخلاق السامية الرفيعة، يعتز به أهله ويفتخرون بكل ما فيه، وإن شابته بعض الشوائب لا تعكر صفوه الجميل، ومن الشعراء: الأعشى: هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. لقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر، ويقال له: أعشى قيس والأعشى الأكبر. ويكنى الأعشى: أبا بصير، تفاؤلًا. عاش عمرًا طويلًا وأدرك الإسلام ولم يسلم، عمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره. يعتبر من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، وكان غزير الشعر، يتغنى بشعره حتى لقب ب«صنّاجة العرب»، وقيل فيه عندما سئل يونس عن أشعر الناس: «امرؤ القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهير بن أبي سلمى إذا رغب، والأعشى إذا طرب». ودِّع هريرةَ إنَّ الرکبَ مرتحلُ وهل تطيقُ وداعًا أيُّها الرجلُ غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريثٌ ولا عجل ليست كمن يكره الجيران طلعتها ولا تراها لسر الجار تختتل يكاد يصرعها لولا تشددها إذا تقوم إلى جاراتها الكسل إذا تلاعب قرنًا ساعةً فترت وارتج منها ذنوب المتن والكفل صفر الوشاح وملء الدرع بهكنةٌ إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل إذا تقوم يضوع المسك أصورةً والزنبق الورد من أردانها شمل ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل يومًا بأطيب منها نشر رائحةٍ ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل علقتها عرضًا وعلقت رجلًا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل وعلقته فتاة ما يحاولها ومن بني عمها ميت بها وهل وعلقتني أخيرى ما تلائمني فاجتمع الحب، حبٌ كله تبل فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ناءٍ ودانٍ ومخبولٌ ومختبل صدت هريرة عنا ما تكلمنا جهلًا بأم خليدٍ حبل من تصل قالت هريرة لما جئت طالبها ويلي عليك وويلي منك يا رجل إما ترينا حفاةً لا نعال لنا إنا كذلك ما نحفى وننتعل وقد أخالس رب البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل وقد أقود الصبا يومًا فيتبعني وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل