ضبطت الجهات الأمنية في الرياضوجدة نحو 9.5 مليون حبة كبتاجون مخدرة خلال فترة لم تتجاوز 72 ساعة، إذ ضبط ميناء جدة الإسلامي 6.480.000 حبة كبتاجون، كانت مُخبأة داخل إرسالية «بطاطس»، وضبطت 6 أشخاص من مستقبلي الكمية، وسبق ذلك خلال أقل من 3 أيام إعلان ضبط السلطات المختصة في الرياض شحنة خضروات تبين أنها تخبئ 3 ملايين حبة كبتاجون. تعكس هذه المشاهد التي تعيشها الجهات المختصة في حالات القبض على المروجين والمهربين، حملة الاستهداف التي يتعرض لها أبناء وبنات الوطن للنيل منهم وتسميمهم بآفة المخدرات التي تصيب الإنسان في مقتل، في وقت أكدت «الجمارك السعودية» تعاونها مع الجهات المختصة للحد من دخول مادة «الكبتاجون» المحظورة دولياً. وطبقا لمختصين في «الجمارك»، فإن حبوب الكبتاجون توصف بأنها مادة محضرة كيميائيا على شكل حبوب، واسمها العلمي «الفنيثيلين» وتعمل على تغيير مستويات معينة في الدماغ تسبب الإدمان والهلوسة والكثير من المضار. وتعود بداية صناعة حبوب الكبتاجون لأول مرة إلى عام 1919، ويشتق منها نحو 25 مادة، فيما أدرجت «الكبتاجون» مواد خاضعة للرقابة، ما يجعلها غير قانونية طبقا لمنظمة الصحة العالمية. وتكشف الوقائع أنواع وطرق التهريب التي يحاول المجرمون ابتكارها، في حين تتصدى لها في المقابل الجهات المختصة، ومنها «مكافحة المخدرات» و«حرس الحدود» و«الجمارك» والشرطة وغيرها من الجهات ذات العلاقة. ومن سجلات ضبط السموم ما شهدته جدة في قضية تهريب مخدرات باستخدام طائرات تحكم عن بعد (الدرونز). ويعلق الخبير الأمني مدير الأدلة الجنائية السابق في جدة العميد صالح زويد الغامدي ل«عكاظ» بقوله: يقابل هذه الحيل والابتكارات ذكاء حاد وخبرات تراكمية يتمتع بها أفراد الجهات التي ترصد وتتابع المخدرات، إذ أثبتت قدرتها على كشف كل أساليب وطرق الجناة. ودلت تقارير الضبط إلى محاولات فاشلة للمروجين والمهربين لتمرير شحنات المخدرات، آخرها شحنة الخضروات في الرياض ثم شحنة البطاطس في جدة، إذ دلت المعلومات أن المجرمين استخدموا عبوات حليب الأطفال والمعلبات الغذائية وتم حشوها بالمخدرات في محاولة لتمريرها، في حين يتم حشو المخدرات أحيانا في الأسماك والمركبات الغذائية والمعلبات والفواكه وفي ألعاب الأطفال وفي الأحذية وفي الخشب المستورد والحديد المجوف وفي طفايات الحريق، فضلا عن استخدام بعض المهربين أحشاءهم لتهريب المخدرات من خلال وضع مسحوقها في مغلف نايلون وابتلاعه عند الوصول إلى المملكة ومن ثم إخراجه عقب تجاوز الحدود، وهو أسلوب ذو مخاطرة كبيرة؛ كون خروج المسحوق من المغلف يعني وفاة الشخص، وأكثر إجراما من ذلك تهريب الهيروين في المصاحف من خلال إذابة المادة المخدرة على صفحات القرآن ومن ثم إعادة استخلاصها.